سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
إدانة تركية في محلها تلقتها تلميحات المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بريت ماكغورك عن دعم أنقرة تتنظيمات إرهابية مقربة من القاعدة في إدلب، لكن التلميحات كان لها جانب مفيد في الوقت نفسه.
فقد كشفت تصريحات ماكغورك عن العملية الشاملة الجارية ضد تركيا، والولايات المتحدة تواصل هذه العملية بكل زخم وغايتها الأساسية هي إدراج تركيا في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وفي الواقع، كنت اعتزم الكتابة اليوم عن تفاصيل هذه العملية، لكني فكرت بأن من الضروري أولًا التحذير بشكل عاجل من خطورة الوضع في أمريكا بالنسبة لتركيا.
أرى أن هذا التطور شديد الخطورة، إن لم يتم التوصل إلى فهم مشترك وعقلاني بين البلدين فقد تصل العلاقات بين البلدين إلى حافة الانهيار.
لا أدري كيف سيكون هذا الانهيار، لكني أسمع هنا أن جميع الوحدات التابعة للأمن القومي الأمريكي تعمل على تسريع الوصول إلى حافته.
بطبيعة الحال لا أزعم أن تحذيري، وأنا الصحفي العامل في واشنطن سيؤدي إلى نتيجة، لكن إذا كان لي التحدث بصراحة عن مخاوفي فإني آمل أن البعض في الجانبين يرون أن الوصول إلى هذا المرحلة ليس في صالحهما، وبالتالي يعملون على التوصل إلى فهم مشترك.
يخيم على جميع الوحدات التابعة لأجهزة الأمن القومي جو مناهض لتركيا، والجميع يفكر بضرورة عمل شيء ما ضدها. وكل منها يجد ذريعة للمواقف التي يتخذها.
وزارة الدفاع مثلًا، تزعم أن سبب موقفها هو منظومة الدفاع الجوي إس-400، التي تعتزم تركيا شراءها من روسيا.
بدورها طلبت وكالة المخابرات المركزية من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا جمع وتصوير معلومات ضد تركيا من كل شخص تقبض عليه وله ارتباط بالجماعات الجهادية.
وتقدم وكالة الأمن الداخلي الدعم لهذه الجهود من خلال عمليات التنصت الهاتفية.
أما القوات الخاصة الأمريكية فقد أعمى "عشق الأكراد" بصرها وبصيرتها، تقريبًا.
وليس هناك من يصغي إلى وزير الخارجية.
أي أن جميع أجهزة الأمن القومي تبذل ما في وسعها من أجل إظهار تركيا على أنها دولة راعية للإرهاب.
من سيوقف هذا المد؟
في الماضي لم يكن الرؤساء الأمريكيون يسمحون لأجهزة الأمن القومي بمثل هذه السلوكيات، وفي حال تصرفها بشكل مستقل كانوا يوقفونها عند حدها. لكن للأسف لا يوجد حاليًّا شخصية من هذا النوع، وليس هناك ما يبعث الأمل بأن توجد في المستقبل.
فالرئيس دونالد ترامب محاصر في البيت الأبيض بالشخصيات الإسلاموفوبية والمعادية لتركيا. أي أن البيت الأبيض، عوضًا عن إصدار تعليمات عقلانية توقف هذا المنحى، قد يصب الزيت على النار، ويزيد من شدة تحركات أجهزة الأمن القومي.
منذ سنوات طويلة وأنا أتابع الوضع في واشنطن. وفي الفترات التي لم أكن فيها أعرف تاريخ سير الأحداث الداخلية. لم يكن الوضع في يوم من الأيام مفتوحًا على مخاطر كما هو اليوم.
وفي هذه الأيام، التي من المنتظر تعيين سفير أمريكي جديد فيها بأنقرة، ينبغي أن يتدخل رجال الدولة القادرين على التفكير بعقلانية و يحولوا دون الوصول إلى حافة الانهيار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس