ترك برس
استبعد خبراء في مجال الطاقة أن تؤثر العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا في تأخير مشاريع تصدير الغاز الروسي إلى تركيا وأوروبا، لكنهم توقعوا أن تتحمل شركة غازبروم الروسية تكاليف إضافية لإكمال هذه المشروعات.
ووقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الخميس، على مضض قانون عقوبات إضافية على روسيا أقره الكونغرس، ولكن بعض العقوبات تقديرية ويعتقد معظم مراقبي البيت الأبيض أن ترامب لن يتخذ إجراء ضد البنية الأساسية للطاقة فى روسيا. وهو ما يعني أنه سيكون بمقدور شركة غازبروم الروسية المضي قدما في مشروع بناء خطوط أنابيب وإن كان ذلك سيكون بسعر أعلى مع بعض التأخير.
ويرى الكرملين، الذي يعتمد على عائدات النفط والغاز، أن خطي أنابيب الغاز إلى ألمانيا " نورد ستريم 2 " وإلى تركيا " السيل التركي" تعد مهمة لزيادة حصة روسيا السوقية في أوروبا.
كما يخشى الاتحاد الأوروبي من أن تلحق العقوبات الأمريكية ضرارا بمشاريع النفط والغاز التي يعتمد عليها، مؤكدا أنه سيتخذ إجراءات للرد ما لم يحصل على ضمانات أمريكية بعدم استهداف الشركات الاوروبية.
ولكن عملاق الغاز الروسي غازبروم اتخذت خطوات للحد من تأثير العقوبات، فقد أسرعت الشركة ببناء القسم البحري من خط أنابيب السيل التركي تحت البحر الأسود عبر شركة أليسياس السويسرية على الرغم من عدم وجود اتفاق نهائي حول مكان خط الأنابيب تركيا. كما أنها سارعت ببناء خط السيل التركي الثاني لتصدير الغاز إلى أوروبا.
وقال مصدر كبير في شركة غازبروم" لوكالة رويترز "إن بناء الخط الثاني من السيل التركي سيبدأ في حال بدء تطبيق العقوبات." وقال متحدث باسم أليسياس إنه تم بناء 100 كم من الخط الاول الذي يبلغ طوله 900 كم منذ 23 يونيو، وما تزال الأعمال التحضيرية جارية للخط الثاني.
وعلى الرغم من رغبة ترامب فى تعزيز صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال التي تتنافس مع الغاز الروسي إلى أوروبا، فإنه لا يريد أن تعرقل العقوبات جهود حل النزاع فى أوكرانيا.
ومن ثم يشك مسؤولو الاتحاد الأوروبي ومصادر الصناعة والخبراء في أن ترامب سيستخدم ما يصفها بأنها عقوبات "معيبة بشكل كبير" وتضم عددا من البنود غير الدستورية لمعاقبة موسكو.
في المقابل يتوقع خبراء الطاقة أن يعرقل قانون العقوبات الأمريكي جهود غازبروم لجمع الأموال اللازمة لمشروعات خطوط الأنابيب.وقالت تاتيانا ميتروفا، مديرة مركز سكولكوفو للطاقة: "إن سعر أي مشروع يزيد تلقائيا، وإن مقاولي الباطن ومقدمي الخدمات سيطلبون جميعا من غاز بروم مكافأة مخاطر.
ويقول محللون ماليون إن غازبروم ستضطر إلى تحمل التكاليف الإضافية نفسها وتعتمد على بنوك الدولة الروسية أو تسعى للحصول على أموال بفوائد أعلى من المقرضين الآسيويين. ولكن هذا لا يعني إن خط نورد ستريم 2 إلى أوروبا لن يتم بناؤه، كما تقول كاتيا يفيموفا من معهد أكسفورد للطاقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!