ترك برس
نشر موقع "كوريير" الروسي للصناعات العسكرية، تقريرًا للخبير في شؤون الشرق الأوسط، سعيد غافروف، عن الحاجة المتبادلة بين روسيا وتركيا.
وجاء التقرير تحت عنوان "أردوغان لا يريد أن يصبح يانوكوفيتش (الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي أُطيح به أواخر عام 2013)".
ويقول غافروف، وفق وكالة "RT"، إنه عند تقييم زيارة فلاديمير بوتين ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف إلى تركيا، ينبغي علينا أن نفهم: بناء خط أنابيب الغاز هو الأولوية الأولى لبلدينا، حيث أن الوضع مع مرور الغاز عبر أوكرانيا يتطلب حلا وكذلك التسوية السورية.
ويُضيف أن "بوتين، كما يبدو لي، حاول إقناع أردوغان بأن من الممكن حل المشاكل التي يعاني منها الرئيس التركي في البلاد بطرق أخرى غير الاستمرار في العمليات العسكرية في سوريا.
ولم يكن لهما إلا أن يصلا إلى اتفاقات معينة، حيث أن جميع المشاكل القائمة اليوم في العلاقات بين أنقرة وموسكو، هي بطبيعتها مشاكل تركية داخلية".
واعتبر أن "أردوغان مضطر إلى حد كبير لانتهاج سياسة مغامرة خارج بلاده، لأن الناتو يعد مؤامرة ضده من نمط المؤامرة الأوكرانية".
وأشار إلى وجود "تصادم بين رأس المال التجاري في إسطنبول، الذي يهتدي بشكل كامل بأوروبا، والقطاع الصناعي، الموجه في المقام الأول إلى تركيا نفسها. وبدعم من الأخير، والذي يعبّر عن مصالح الأناضول، الجزء الآسيوي من البلاد، وصل أردوغان إلى السلطة".
ووفقًا للتقرير، فإن "أولِيغارخيو اسطنبول، الذين يعتبرون أنفسهم تقريبا المكون الرئيس لتجارة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، يدركون أن تدهور العلاقات بين تركيا ودول أوروبا أشبه بالموت بالنسبة لهم..
هناك كثير من نقاط التشابه مع حالة أوكرانيا قبل أربع سنوات كثيرة، بما في ذلك الوضع في الجيش. فهناك وهنا تمكن الأوروبيون من إنشاء رأس مال كومبرادوري، العلاقات الاقتصادية الخارجية بالنسبة له أكثر أهمية بكثير من مخاطر تدمير الصناعة الوطنية."
ويُتابع الخبير: "ما الذي أمكن لبوتين تقديمه (لأردوغان) في مثل هذه الحالة؟ على سبيل المثال، القول: إذا كان الأوروبيون يحشرونَك في الزاوية، فإن الحائط الذي يمكنك الاستناد إليه هو نحن. نحن نضمن لك أننا لن نطعنكَ في الظهر، فدعنا نبحث عن طرق جيدة لحل الأزمة السورية".
في السياق، يرى رئيس البرنامج السياسي بمركز دراسة تركيا المعاصرة، يوري مافاشيف، أن تكثيف روسيا الاتصالات مع الجانب التركي مشروط بوضع دولي معقد بالنسبة لروسيا.
ويضيف: "إذا نظرت إلى كل هذا التكثيف في الاتصالات من زاوية تدهور العلاقات مع الدول الغربية - أعني الوضع مع طرد الدبلوماسيين - تبقى تركيا واحدة من شركائنا القلائل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!