ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
أدلى الرئيس التركي السابق عبد الله غول، السبت الماضي، بتصريح حول مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية، التي أثارت موجة عارمة من النقاش على مدى فترة طويلة.
منذ البداية، كتبت وقلت في كل مناسبة أن غول لن يترشح، لأن التوافق (بين أحزاب المعارضة على تقديم مرشح مشترك) لن يتحقق، ولهذا كنت على ثقة بأن التصريح سيصدر عن الرئيس التركي السابق ليؤكد عدم ترشحه.
لكنني لم أكن أظن أن غول سيضع مسافة بينه وبين حزبه على نحو علني، وأنه سيتحدى بشكل صريح الرئيس أردوغان.
هذه المرة الأولى التي يقطع فيها غول علاقته تمامًا مع حزب العدالة والتنمية. وبتصريحه يوم السبت، أنهى غول ما كان يُتداول حول استلامه زعامة حزب العدالة والتنمية بعد أردوغان.
هكذا ودّع غول الحزب الذي شارك بتأسيسه، من خلال التصريح بأنه كان سينافس الرئيس في الانتخابات لو أن أحزاب الشعب الجمهوري والسعادة والحزب الصالح، توصلت إلى اتفاق على تقديمه مرشحًا مشتركًا لها، ودون أن يذكر أردوغان بالاسم أبدًا.
***
أين رحلت الأيام الخوالي..
تركيا بلد غريب فعلًا..
يحلم غول بأن يكون مرشح تحالف يشكل حزب الشعب الجمهوري الشريك الأكبر فيه..
يسعى حزب الشعب الجمهوري لتحقيق حلم غول، ويفكر بالزج به ليكون حلًا في مواجهة النظام الجديد..
كل هذا كان من الممكن أن يكون موضوع فيلم من أفلام الفانتازيا، لو عدنا بالزمن إلى ما قبل عشر سنوات.
***
لولا سعي حزب الشعب الجمهوري وهيئة الأركان للحيلولة دون ترشح غول للرئاسة (عام 2007) لأنهما لا يريدان رئيسًا متدينًا، ولولا اتخاذ القرار بالتوجه إلى انتخابات مبكرة بسبب هذه المساعي، ولولا تصويت الشعب لصالح حزب العدالة والتنمية بنسبة 46 في المئة رغم أنف قوى الوصاية، وبالتالي تمهيد الطريق أمام التعديلات الدستورية، لكنّا حتى الآن نواصل طريقنا مع النظام البرلماني، ورئيس للجمهورية ينتخبه البرلمان.
أما الآن، من كانوا يعتبرون غول غير مناسب لرئاسة الجمهورية لأنه متدين، وزوجته ترتدي الحجاب الشرعي، يريدون استخدامه من أجل العودة إلى النظام القديم.
قد يكون لدى السيد غول اعتراضات على الوضع الراهن، وقد يكون لديه خلافات فكرية مع الرئيس أردوغان، وربما يكون أيضًا راغبًا في ممارسة السياسة في طريق مختلف.
كل ذلك يمكن تفهمه، لكني أعتقد أن ما لا يمكن قبوله هو التفكير بأن يكون مطية لمن سعوا للقضاء عليه وعلى القيم التي يؤمن بها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس