ترك برس
كشفت وسائل إعلام أمريكية عن استقالة المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بريت ماكغورك، أحد أكبر الداعمين للمشروع الإنفصالي لميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور.
ولم يصدر تصريح رسمي عن التحالف الدولي ضد "داعش" حول استقالة ماكغورك والتي جاءت على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا.
وتأتي استقالة "ماكغورك" بعد يومين من استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لنفس السبب، وفق وكالة الأناضول التركية.
وفق وقت سابق أعلن ماكغورك أنه سيترك منصبه في فبراير/ شباط 2019، إلا أن وكالة "أسوشيتد برس" أشارت إلى أنه قرر تعجيل خطط مغادرته المنصب نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري احتجاجا على قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وتزامن ذلك مع تغريدة لترامب عبر موقع "تويتر"، دافع فيها عن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأبرز أهمية الوجود الأمريكي في سوريا بمحاربة "داعش" خلال السنوات الماضية.
وجاء في التغريدة التي نشرها ترامب عبر صفحته الرسمية على موقع "تويتر": "خططنا للبقاء في سوريا 3 أشهر، وكان ذلك قبل 7 سنوات، لم نغادر أبدا".
وأضاف "عندما أصبحت رئيسا، كانت تزداد شراسة داعش، وها هو انهزم الآن هزيمة كبرى، وحان الدور على الدول الأخرى مثل تركيا للقضاء على ما تبقى منه بسهولة، نحن عائدون إلى الديار".
وكان ترامب أعلن الأربعاء، أنه قرر سحب قوات بلاده بالكامل من سوريا بعدما قال إنها تمكنت من هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا. دون أن يحدد جدولا زمنيا للانسحاب.
وسبق أن دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الولايات المتحدة إلى تغيير مبعوثها بريت ماكغورك، بسبب دعمه "وحدات حماية الشعب" (YPG) في سوريا.
وجرى تعيين ماكغورك في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 كمبعوث رئاسي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ويرى مراقبون أن القرار الأمريكي بشأن الانسحاب من سوريا يعد خطوة إيجابية جدا على صعيد العلاقات التركية الأمريكية، ويظهر للعالم مدى تطور العلاقات بين الجانبين، خاصة في الفترة الأخيرة.
وقال السياسي الألماني من أصل سوري، جمال قارصلي، في تصريح لصحيفة "عربي21"، إنه يتصور بأن "القرار له علاقة بسلسلة طويلة من المباحثات والتنسيق على مستوى عال جدا بين الجانبين التركي والأمريكي، وقد يكون تأخر القرار التركي ببدء عملية شرق الفرات له علاقة بقرار الانسحاب".
قارصلي، الذي كان نائبا في البرلمان الألماني لمدة عشر سنوات، ومؤسس حزب "FAKT" الألماني، تابع حديثه بالقول: "صحيح أن ترامب لوح منذ ستة أشهر بتغريدة له عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من سوريا، إلا أن الإصرار التركي على إبعاد "PKK" وكل مشتقاتها في منطقة الشمال السوري، وجهوزية الجيش التركي لدخول منطقة منبج، ربما عجل بالقرار الأمريكي".
وأضاف أن "روسيا وأمريكا الآن يتنافسان لكسب ود تركيا، بعد أن اقتنع الطرفان أن تركيا هي الآن حجر أساس المنطقة، فضلا عن كونها تمتلك أكبر جيش في الناتو، وأمريكا تسعى لجذب تركيا لجانبها بعيدا عن الجانب الروسي، خاصة بعد التلميحات الأمريكية بدراسة إمكانية تسليم فتح الله غولن إلى تركيا".
وأشار قارصلي إلى أن القرار كان صادما لـ "PKK" و"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، وسيكون له تأثير كبير على وجودهم في المنطقة، مضيفا: "اتصور أنهم سينسحبوا".
وتوقع قارصلي أن يتم الانسحاب الأمريكي تدريجيا، وعلى عدة مراحل، وقد تبدأ المرحلة الأولى للانسحاب من المناطق القريبة من الحدود التركية.
وتابع: "كسوري، أتمنى أن يعقب الانسحاب الأمريكي انسحاب باقي القوى الأخرى وأن تعود سوريا إلى شعبها، وأن تتحول سوريا إلى دولة ديمقراطية تتعايش فيها كل مكونات المجتمع السوري (كردية كانت أو تركمانية أو آشورية أو عربية مسلمة أو مسيحية).
وفي تعليقه على العملية العسكرية التركية في منبج، قال قارصلي "أنا من منبج، ولي 32 شهيدا من أقاربي، وأهل منبج ينتظرون العملية التركية بفارغ الصبر، وهم يعرفوا كم قدمت تركيا للشعب السوري، وهناك الكثير من سكان منبج يتواجدون حاليا في تركيا وينتظرون العودة إلى أراضيهم بعد تحريرها من المسلحين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!