هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بأربعة صواريخ، وزن كل واحد منها أكثر من طن، قصف بلد أجنبي مبنى يقع فيه مكتب وكالة الأنباء الرسمية للدولة التركية، بواسطة مقاتلة كانت تحلق فوق أراض لا تعود للبلد المذكور.
دمر القصف بأكثر من أربعة أطنان من المتفجرات بناء من ستة طوابق في غزة، يقع فيه مكتب وكالة الأناضول. أما الهدف التالي للمقاتلات الإسرائيلي فكان مبنى لمؤسسة خيرية تركية في غزة.
يظهر هذا الموقف العدائي الإسرائيلي للعيان كيف يتحرق المسؤولون الإسرائيليون من أجل التهجم على الأتراك، بقدر اعتدائهم على الفلسطينيين.
بل إن الجرأة وصلت بالجيش الإسرائيلي حد الزعم بأن حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانتا تستخدمان مكتب وكالة الأناضول "لأغراض إرهابية".
هذا البيان كان منتظرًا من الجيش الإسرائيلي المكون من قطيع من الأوغاد، والذي يقوم بقصف وتدمير المدارس والمستشفيات مستخدمًا الذريعة نفسها.
مما لا شك فيه أن هذه الاعتداءات سوف تتواصل. فبعد دفع إسرائيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان حركة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًّا، ستكون تركيا هدفها التالي.
لكن الوقت الآن ليس وقت القيام بتحليل سياسي. لأن هناك قطيع آخر من الأوغاد عليكم أن تعلموا بوجودهم. وهؤلاء لا يقيمون في تل أبيب، وإنما بيننا.
إنهم أشخاص بيننا باعوا أنفسهم وأطلقوا صيحات الفرح لأن إسرائيل قصفت مكتب وكالة الأنباء الرسمية التركية بصواريخ بلغ وزنها أربعة أطنان.
إذا كان مفهوم الأمة يقتضي الإيمان بقيم مشتركة، فهؤلاء أشباه بشر لا يتشاطرون معنا أي قيم إنسانية أو وطنية، ناهيكم عن امتلاكهم قيمًا مشتركة.
تحت حساب اسمه "1923Ankara1923"، كتب أحدهم يقول: "شكرًا إسرائيل. سلمت يداكِ. قمتِ بعمل رائع. آمل أن يكون القصف طال جميع العاملين وهم يعقدون اجتماعًا. ليت إسرائيل ترسل سلامها أيضًا إلى مكتب التلفزيون التركي والخطوط الجوية التركية".
وآخر تحت اسم "TCPisileaks"، كتب يقول: "حسن ما أصابكِ يا وكالة الأناضول".
بعبارة موجزة، لا يمكن للمرء أن يكون وطنيًّا من خلال كتابة عبارة "TC" بجانب اسمه، وإنما من خلال الوقوف في مواجهة من يعتزمون رسم حدود تركيا من جديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس