ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا أن زيارة رئيسة الحزب الجيد السابقة، ميرال أكشينار، للمجمع الرئاسي للقاء رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، وزيارة الأخير لحزب الشعب الجمهوري، تثير علامات استفهام حول مستقبل التحالفات في السياسة التركية، بما فيها التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

وأشار ياشا في مقال بصحيفة "عربي21" إلى أن الصورة التي نشرها رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، على حسابه بمنصة إنستغرام، والتي يظهر فيها ممسكاً بملف ويرتدي خاتماً مكتوباً عليه باللغة التركية: "الله يكفيني"، قد فُسِّرت على أنها رسالة مفادها أن بهتشلي ليس بحاجة إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية أو حزب الشعب الجمهوري.

كما أضافت بعض التفسيرات أن بهتشلي يهدد أردوغان بملفات قد تحرجه أمام الرأي العام إن أقدم على تفكيك تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية.

وأكد ياشا أن حزب العدالة والتنمية شكّل مع حزب الحركة القومية تحالف الجمهور قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في صيف 2018، على وقع محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها جماعة غولن في تموز/يوليو 2016. وأوضح أن أهداف هذا التحالف تتجاوز الفوز في الانتخابات، إذ تشمل حماية الأمن القومي واستقلالية البلاد ومصالحها العليا.

كما أشار ياشا إلى أن حزب الحركة القومية كان يعارض حزب العدالة والتنمية في السابق، ودعم مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في صيف 2014. إلا أن محاولة الانقلاب الفاشلة شكلت نقطة تحول دفعت حزب الحركة القومية إلى التحالف مع حزب العدالة والتنمية ودعم مرشحه في الانتخابات الرئاسية، مما أسفر عن فوز أردوغان برئاسة الجمهورية في 2018 و2023.

وذكر ياشا أن هناك قضايا وطنية عديدة يدعم فيها حزب الحركة القومية الحكومة بلا حدود، مثل مكافحة التنظيمات الإرهابية ودعم السياسة الخارجية، رغم وجود نقاط اختلاف بين الحليفين، مثل موقفهما من تخفيض النسبة الضرورية لانتخاب رئيس الجمهورية.

وأضاف أن أردوغان أكد في تعليقه على وضع تحالف حزبه مع حزب الحركة القومية أنهم لن يقبلوا بفتح ثغرات في تحالفهم، فيما وصف بهتشلي تحالف الجمهور بأنه "صخرة صلبة غير قابلة للتشقق والانكسار".

ولفت ياشا إلى أن هناك محاولات خارجية وداخلية لاستهداف "الذئاب الرمادية" وتجريمها لضرب تحالف الجمهور المؤيد للحكومة التركية والرئيس أردوغان، محذراً من أن السماح بشيطنة حزب الحركة القومية قد يؤدي إلى استهداف حزب العدالة والتنمية ذاته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!