جلال سلمي - ترك برس
حسب تقدير علماء السياسة؛ يجب أن توازن أي دولة قومية في العالم تريد أن تكون قوية بين تطوير القوة الناعمة (الاقتصاد، والثقافة، والفكر، ووسائل الإعلام) والقوة الخشنة أي القوة العسكرية، فلا يمكن لأي دولة أن تصبح قوية ومتطورة إلا من خلال تطوير هاتين المساحتين معًا.
عند النظر للشرق الأوسط نلاحظ وجود بعض الدول القوية إقليميًا، والتي تلفت انتباهنا وتثير فضولنا للبحث عن سبب قوتها وتطورها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا، ومن هذه الدول التي تطور تأثيرها في المنطقة "تركيا". تُعد تركيا دولة قوية ومتطورة في عدة جوانب مثل الجانب العسكري والجانب الثقافي والجانب الحضاري والجانب الاقتصادي إلخ.
أما بخصوص الجانب العسكري المتطور في تركيا فيقف وراء سر نجاحه مركز الصناعة العسكرية الإلكترونية التركية "أسيل سان". تأسس أسيل صان في عام 1975 بهدف توفير أجهزة تواصل عسكرية خاصة بالجيش التركي لحمايته من أي عملية تجسس محتملة نتيجة لاستعماله أجهزة التواصل الخاصة بالدول الأجنبية الأخرى.
تأسس مركز الصناعة العسكرية الإلكترونية التركية "أسيل سان" في بادئ الأمرعلى شكل جمعية خيرية مدعومة من قبل الدولة والمؤسسات المدنية والعامة. وبعد تطوير معامله أسيل سان الصناعية والإنتاجية في مدينة أنقرة، خاصة في منطقة "معجون كوي" في عام 1979، تحول إلى شركة إنتاج أسلحة عسكرية متطورة. وبعد ذلك عمل أسيل على تطوير فروع صناعية، فافتتح عدة أفرع له في إسطنبول وإزمير، وفي عام 1998 افتتح أحد فروعه الصناعية في باكو عاصمة أذربيجان. يعمل أسيل صان على تطوير وإنتاج الأسلحة العسكرية الإلكترونية بأحدث التصاميم والتقنيات التكنولوجية وبعد ذلك يقوم بتسويقها للبيع على مستوى عالمي وبعد بيعها يستمر في تقديم خدماته التعليمية والتقنية ليضمن للمستورد خدمة نوعية مميزة، وخلال هذه العمليات كلها تعمل الحكومة التركية على توفير الدعم اللوجستي والمادي "وقت الحاجة" ويتم تنسيق هذه العملية من خلال وزارة الدفاع .
ينتج أسيل سان العديد من المنتجات العسكرية الإلكترونية مثل:
ـ أنظمة التواصل اللاسلكية، مثل الأجهزة اللاسلكية المتطورة. هذه الأجهزة تأتي على شكل نظام متكامل؛ حيث تتكون من جهاز لاسكي ونظارة مرتبطة بكاميرا صغيرة تنقل الصورة بشكل مباشر لمركز الإشارة وسماعة لاسلكية، كما تتميز هذه الأنظمة باحتوائها على شاحن صغير على شكل محول "فلاشة" يشحن الجهاز اللاسكلي خلال العمل وبعد العمل يتم الشحن كهربائيًا.
ـ أجهزة التخابر الجوية والبحرية والفضائية. وهي أجهزة مُعدة للتخابر العسكري بين الفرق الميدانية "البحرية والجوية والبرية" وغرف العمليات المركزية بشكل تقني وتكنولوجي وآمن. تتميز هذه الأجهزة بخاصية نقل الصوت والصورة بشكل متحرك ومباشر ومحمي بأحدث التقنيات التكنولوجية.
ـ أنظمة حماية المعلومات؛ أنظمة حماية كاملة متكاملة تحمي عمليات التواصل والتخابر العسكرية ضد أي عوامل طبيعية "العواصف والزوابع والحرارة المرتفعة"، والإنسانية "التجسس ومحاولات الوصول للمعلومات من قبل الأجانب وأنظمة الهكر العدائية".
ـ أنظمة المراقبة الإلكترونية. مثل المناظير الليلية، والمناظير الاستكشافية، وأنظمة رصد الصواريخ والأخطار العسكرية الخارجية، والمناظير المستعملة في البحار وغيرها الكثير من أنظمة المراقبة التكنولوجية الحديثة.
ـ نظام الملاحة والطيران الإلكتروني. وهي أنظمة تحافظ على سير المعدات الجوية والبرية والبحرية العسكرية بشكل سليم عن طريق ضمان سلامة تحركها وإبقائها على تواصل مباشر مع مركز العمليات وتزويدها بالكثير من الأجهزة الاستشعارية وأجهزة الدفاع الذاتي.
ـ أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي. وهي أنظمة مزودة بأجهزة تحكم ومراقبة وتواصل وضرب حديثة، كما ينتج أسيل سان العديد من الصواريخ الإلكترونية التي يمكن التحكم بها عن بعد.
ـ أنظمة التحكم عن بعد والتخابر من غرفة العمليات؛ أنظمة مزودة بأحدث التقنيات العسكرية التكنولوجية، تُستخدم بهدف التحكم بسير العمليات الميدانية عن بعد، كما يمكن لها التحكم بكثير من القواعد الصاروخية عن بعد.
ـ الأنظمة الاستكشافية الإلكترونية التي لا تعتمد على الإنسان. وتُستعمل للتعامل مع القنابل المؤقتة وغير المؤقتة، كما تستعمل في كشف الألغام الأرضية وعمليات الإنقاذ والبحث وغيرها الكثير من الاستعمالات.
ـ الأنظمة الأمنية. وتُستخدم لرصد ومراقبة الحدود البرية والبحرية، كما يمكن استعمالها لحماية ومراقبة المطارات والموانئ ومؤسسات الطاقة وغيرها الكثير من المنشآت الهامة، بالإضافة إلى حماية خطوط نقل المواد النفطية.
ـ نظام الأسلحة الإلكترونية. وهي أنظمة أسلحة تُستعمل على الحدود البرية ويمكن التحكم بها عن بعد.
ـ أنظمة الرصد "الرادارات" الإلكترونية. وتُستعمل هذه الأنظمة الحديثة في رصد الطائرات المدنية والعسكرية والسفن والقذائف البرية والبحرية والجوية.
ـ أنظمة الطرق الإلكترونية. يمكن أن تُستخدم هذه الأنظمة في جمع نقود مواقف السيارات بشكل أتوماتيكي، أنظمة بطاقات أجرة مواقف السيارات، أنظمة قياس الحالة الجوية وتزويد السائق بها بشكل مباشر، نظام توجيه السائق، نظام مراقبة السيارات المخالفة وغيرها الكثير من الاستخدامات.
توجد في أسيل سان عدة فروع إدارية تعمل على متابعة إنتاج الأنظمة المتنوعة بشكل مختلف هذه الفروع أو الدوائر كالتالي:
ـ دائرة إنتاج أجهزة المعلومات والتخابر التكنولوجية
ـ دائرة إنتاج الأنظمة الدفاعية.
ـ دائرة أنظمة الرصد والاستخبارات الحربية.
ـ دائرة التنسيق وصناعة الأسلحة الإلكترونية.
ـ دائرة إنتاج أنظمة الطرق الإلكترونية.
وقد نفذ أسيل سان منذ تأسيسه عددًا من المشاريع والأنظمة التطويرية:
ـ تجهيز مدينة أنقرة وإسطنبول وإزمير بأحدث أنظمة مراقبة الطرق.
ـ تزويد الإمارات العربية المتحدة بأنظمة الرصد الحديثة في عام 2010.
ـ إنتاج أول نظام دفاعي إلكتروني "تركي" في عام 2012.
ـ إتمام إنتاج أول طائرة هليكوبتر "تركية" بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث التكنولوجية والعلمية "توبيتاك".
وغيرها الكثير من المشاريع التطويرية والتكنولوجية التي استطاعها أسيل سان إتمامها منذ تأسيسه إلى تاريخنا الحالي.
ـ الاستثمار في أسيل سان:
كون أسيل سان شركة مساهمة صناعية فإنه من الممكن جدًا لأي شخص يرغب في الاستثمار، الاستثمار فيها من خلال شراء حصص مساهمة من بورصة إسطنبول أو حصص الشركة التساهمية بشكل مباشر.
وتُعد شركة أسيل سان من أكثر الشركات الرابحة في تركيا، فعلى سبيل المثال بلغت نسبة أرباحها في عام 2012 حوالي 66 مليون و725 ألف ليرة، وتساوي حولي 24 مليون و 804 ألف دولار.
كما يمكن الاستثمار مع أسيل سان من خلال أخذ وكالة البيع الموثقة من قبل وزارة الدفاع الخاصة بالشركة التي تريد الاستثمار. مثال على ذلك الشركات العربية التي أخذت حق وكالة البيع لشركة الأنظمة الأمنية والدفاعية التكنولجية السعودية " دي س ت" والتي استطاعت أخذ حق وكالة البيع الخاصة بأسيل سان للسعودية من خلال التعاون مع وزارة الدفاع و مركز عبدالعزيز لتطوير الصناعات العسكرية التكنولوجية بتاريخ 10 تموز/ يوليو 2015.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!