جلال سلمي - خاص ترك برس
"الولايات المُتحدة الأمريكية ستستخدم قاعدة إنجيرليك الجوية ولكن بشروط سيتم مناقشتها من خلال اجتماعات دورية تجمع الطرفين الأمريكي والتركي".
دعت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا أكثر من مرة للانضمام إلى التحالف الدولي من أجل محاربة الإرهاب في سوريا ولكن كانت تركيا رافضة تماما ً الانضمام للتحالف إلا من خلال قبول الولايات المتحدة لشروط تركيا الثلاث الخاصة بالقضية السورية وهي إقامة المنطقة الأمنية وفرض الحظر الجوي للنظام على هذه المنطقة والقضاء على نظام الأسد بشكل كامل.
ولكن أفادت قناة البي بي سي بتاريخ 24 يوليو2015، بأن تركيا توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الولايات المُتحدة الأمريكية تنص هذه الاتفاقية على استخدام الولايات المُتحدة الأمريكية لقاعدة إنجيرليك الجوية ولكن بشروط سيتم مناقشتها من خلال اجتماعات دورية تجمع الطرفين الأمريكي والتركي وبهذه الشروط أصبح هناك حالة غموض عارمة في الاستراتيجية الخاصة بالعلاقات الأمريكية التركية.
وتعليقا ً على حالة هذه الغموض أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في أحد اللقاءات الصحفية لها إلى أن " العلاقات الأمريكية التركية من ناحية استراتيجية هي في حالة اتفاق وتناسق وتشابهه واضح ولكن من ناحية تكتيكية هناك بعض الخلافات البسيطة بين الطرفين خاصة في القضية السورية التي تُعتبر القضية الأولى في المنطقة".
وفي تعقيب له على ذات الموضوع يبين الباحث السياسي كيليج بوغرا قانات، في مقال سياسي له على موقع الجزيرة ترك بتاريخ 24 سبتمبر 2015، بأنه "على الرغم من الاختلافات التكتيكية بين الدولتين إلا أنهم استطاعوا الاتفاق على ضرب داعش من خلال استخدام قوات التحالف لقاعد إنجيرليك العسكرية التركية ولكن لم يستطع الطرفان إلى الأن الوصول إلى تناسق استراتيجي".
ويوضح قانات الخلاف الأساسي بين الطرفين على أنه "خلاف متعلق بقضية الحل الخاص بالقضية السورية، وتعتزم تركيا حل الأزمة من خلال حل جذري يقضي على النظام السوري بشكل كامل ونهائي وإنشاء سوريا ونظام سوري جديد أما أمريكا فترى أنه يمكن حل القضية من خلال مراحل انتقالية يكون الرئيس السوري بشار الأسد طرفا ً فيها، وهنا تبدأ الخلافات التركية الأمريكية تجاه القضية السورية وتستمر استراتيجيتهم المتبعة تجاه القضية السورية في حالة غموض حادة".
ويبين قانات إلى جانب هذا الخلاف بأنه "يوجد خلاف تكتيكي أيضا ً فيما يخص قضية داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" ففي حين ترى تركيا بأن داعش وبي يي دي هما وجهان لعملة واحدة وكلاهما إرهابيين يجب القضاء عليهما لحفظ سوريا من الانقسام والتفكك خاصة في ظل ظهور العديد من الحركات الانفصالية التي تسعى إلى تأسيس دويلات صغيرة في سوريا وعلى صعيد آخر تدعم أمريكا بي يي دي وترى بأنه ثائر حرية من أجل تحقيق مصيره وهذا ما يولد خلافًا جسيمًا بين الطرفين خاصة أن تركيا ترى حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" يُشكل خطرًا استراتيجيًا على أمنها واستقرارها".
ويؤكد قانات أن "الولايات الأمريكية المُتحدة تمادت في اختلافها مع الموقف التركي من خلال تزويد بي يي دي بالسلاح والدعايات الإعلامية علنا ً لتؤكد بذلك على خلافها الحاد مع تركيا فيما يخص قضية البي يي دي ووضعه الاستثنائي بالنسبة للولايات الأمريكية المُتحدة في سوريا".
ويضيف أيضا ً الخبير في الشؤون الأمريكية شعبان كارداش، بأن "هناك عدم ثقة حادة متبادلة بين الطرفين خاصة بما يخص القضية السورية إذ تظن تركيا بأن الولايات الأمريكية المُتحدة من خلال اتفاقية إنجيرليك العسكرية تسعى إلى استخدام تركيا في تحقيق أهدافها في سوريا دون إلقاء أي اهتمام أو عناية بالأهداف التركية والأمن والاستقرار التركي المستقبلي وهذا ما يجعل تركيا تشعر بعدم الثقة بالمصداقية الأمريكية حيال موضوع القضاء على الإرهاب في سوريا وإيجاد حل جذري للأزمة وهى تخشى الوقوع في فخ استخدام الولايات المتحدة لها كدمية لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة".
ويبين كارداش أيضا ً بأن "تركيا أصبحت في وضع خطير لا يحمد عليه خاصة بعد تطور القضية السورية واتخاذها مجرى غامض تتناحر فيه جميع القوى العالمية وتحاول لتحقيق مصالحها دون القاء البال بأي موضوع آخر وتغير الموقف الأمريكي المفاجئ تجاه القضية السورية المتمثل بقبوله ببقاء الأسد بعد بدء التدخل الروسي في سوريا جعل تركيا تفقد المزيد من ثقته تجاه الولايات الأمريكية المتحدة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!