ترك برس
أطلقت الحكومة التركية مشروع إيصال مياه الشرب والري إلى جمهورية قبرص الشمالية في احتفاليتين اليوم السبت على طرفي المشروع في شمال قبرص وفي منطقة أنامور بولاية مرسين جنوب غربي تركيا.
وحضر الافتتاح رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، حيث صرح أردوغان بأنّه مع افتتاح المشروع الجديد لن تشهد جمهورية قبرص الشمالية مشكلة في المياه والري لخمسين عامًا قادمة.
وأطلق أردوغان على المشروع اسم "مشروع مياه السلام"، مشيرًا إلى أن تنفيذه والذي بلغت تكلفته مليار و600 مليون دولار تشبه الحلم، ومضيفًا أن تركيا مستمرة في العمل من أجل تطورها ونهوضها وازدهارها.
وذكر أن هناك مشاريع متنوعة تعدها الحكومة التركية في سبيل استغلال الطاقة المتجددة وتشمل طاقة الرياح والمياه، مضيفًا أن تركيا عاشت في عام 2014 مشكلة جفاف حقيقية، لكن مواطنيها لم يشعروا بذلك بسبب التدابير التي اتّخذتها الحكومة.
وشكر الرئيس التركي كلًا من رئيس الوزراء ووزير شؤون المياه والغابات وكل من ساهم في إنجاز المشروع الذي وصفه بـ"التاريخي"، قائلًا: "بهذا المشروع نكون قد التقينا مع قبرص بوسيلة أخرى واتصلنا بها عن قرب".
من جهته، أكّد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن تركيا "فعلت وستفعل ما بوسعها من أجل رفاهية جزيرة قبرص"، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيتمكن من نقل 75 مليون متر مكعب من المياه سنويًا عبر خط طوله 107 كيلومترات.
ووصف داود أوغلو المشروع الجديد بأنه "جسر قلبي" بين الدولتين إلى يوم القيامة، قائلًا: "أبارك لكم، إننا في هذا المشروع نأخذ الماء من الوطن الأم إلى الوطن الابن".
مشروع إيصال الماء إلى قبرص التركية
كان مشروع المياه موجودًا على أجندة الحكومات التركية منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد بدأت في تنفيذه حكومة العدالة والتنمية في عام 2011، حيث من المنتظر أن يوفر المياه الصالحة للاستخدام لثلاثين عامًا قادمة.
وبهدف نقل المياه، تم إنشاء خط أنابيب تحتالماء لربط تركيا بجمهورية قبرص التركية. ومن المنتظر أن يتم نقل 75 مليون متر مكعب من الماء من منطقة "أنامور" في ولاية مرسين جنوب غربي تركيا إلى سد "غيتشيت كوي" الواقع قرب منطقة "غيرنه"، حيث ستستخدم نصف المياه لأغراض الشرب، في حين سيستخدم النصف الآخر لأغراض الري.
ومن خلال هذا اللمشروع، سيتم توفير مياه الري لمساحة تبلغ 48 هكتار. وسيتم نقل المياه عبر خط أنابيب يمتد تحت البحر مسافة 80 كيلومتر على عمق 250 مترًا. ويشمل خط الأنابيب أجهزة استشعار وإرسال لاكتشاف أي خلل على امتداد الخط وإصلاحه.
وقد بلغت تكلفة المشروع الذي يستعمل تكنولوجيا هي الأولى على مستوى العالم مليار و600 مليون دولار. وسيتم تحويل المياه في النصف الأول من عام 2016 إلى معظم خطوط الأنابيب في قبرص.
وبعد إطلاق المشروع، من المتوقع أن تكون عاصمة جمهورية قبرص التركية نيقوسيا المدينة الأولى التي تتلقى المياه من تركيا. وبفضل هذا المشروع، لا يُتوقع أن تواجه قبرص التركية أي مشكلة في مياه الشرب والري حتى عام 2045.
وبطلب من القبارصة اليونانيين، الذين يعانون كذلك من شح في المياه، من المحتمل أن يتم النظر في طلب ضمّهم إلى الجهات المستفيدة من المشروع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!