ولاء خضير - ترك برس
تشهد تركيا، يوم الأحد القادم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2105، واحدة من أهم الانتخابات البرلمانية في البلاد، وترجع أهميتها كون الأتراك سيختارون برلمانا جديدا، وسيتم من خلالها تحديد معالم الحكومة الجديدة، التي ستقود تركيا على مدى السنوات الأربع المقبلة، إضافة إلى أن الحزب الذي سيحصد أغلبية الأصوات سيقوم بوضع دستور تركيا الجديدة.
مما يجعل الانتخابات المبكرة أشبه بـ"المفصلية" في التاريخ التركي، وتؤثِّر على مجمل المشهد السياسي التركي، وتوجهات البلاد بعدها، لذلك يجري بها تنافس وحشد من قبل الأحزاب السياسية المشاركة.
وتأتي هذه الانتخابات المبكرة، بعد أربعة أشهر على آخر انتخابات برلمانية جرت في تركيا، في السابع من حزيران/ يونيو الماضي، لم يتمكّن أي من الأحزاب السياسية المتنافسة خلالها من الحصول على أغلبية برلمانية، تتيح له تشكيل حكومة بشكل منفرد، حيث حصل حزب العدالة والتنمية الذي حكم البلاد 13 عامًا، على نحو 40% من أصوات الناخبين.
حزب العدالة والتنمية (AKP)
تأسس حزب العدالة والتنمية (AKP) عام 2001م، إثر انشقاق عدد من القياديين في حزب "الرفاه" كـ عبد الله غُل، ورجب طيب أردوغان، وبعد حل حزب "الرفاه" من قبل المحكمة الدستورية عام 1998، تشكل الحزب بتجمع التيار الإصلاحي، وعدد من الرموز الليبرالية، والقومية، واليسارية.
وقد فاز الحزب في الانتخابات التشريعية في الأعوام 2002م، 2007م،و2011م على التوالي، ليحتل مركزا قويا في الحياة السياسية والليبرالية على الصعيد الاقتصادي، والسياسي، ولكنه لم يحقق فوزا حاسما في انتخابات شهر حزيران عام 2015، ويتزعمه "أحمد داود اوغلو" رئيس الوزراء الحالي.
ويشمل برنامج الحزب الانتخابي، "الإصلاحات الديمقراطية والنظام الدستوري الجديد، والتنمية الإنسانية والمجتمع النوعي، واقتصاد مستقر وقوي، والعلم والتكنولوجيا والإنتاج المبتكر، ومدن صالحة للعيش، وبيئة مستدامة، ودولة رائدة ذات رؤية وطموح".
ويطلق حزب العدالة والتنمية شعاره لحملته الانتخابية "سويًا.. مع عشق اليوم الأول"، حيث أن رئيس الوزراء داود أوغلو أعلن التجديد والتحديث لبرنامج الحزب، وطريقة عمله من خلال العودة لروح الأيام الأولى للحزب.
حزب الشعب الجمهوري (CHP)
تأسس حزب الشعب الجمهوري (CHP) من قبل "مصطفى كمال أتاتورك" عام 1923م، والذي كان له الدور المركزي في تأسيس الجمهورية عام 1923م، وكان هو الحزب الحاكم حتى 1950م ، ثم تحول بعدها لحزب معارض، في مواجهة العدالة والتنمية منذ 2002.
ويعرض الحزب برنامجه الانتخابي، تحت شعار "تركيا صالحة للعيش"، متضمنًا "الحريات، دولة القانون والديمقراطية، اقتصاد شامل يخفض البطالة، التكافل، والعدالة الاجتماعية، خدمة حكومية متميزة للمواطن، الطبيعة وحق المدينة، سياسة خارجية أساسها المواطن والقيم، تحقيق السلام مع سوريا، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم".
وسبق وان حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض على 25% في الانتخابات السابقة، ويترأس الحزب في الوقت الحاضر "كمال كلجدار اوغلو".
ويطلق حزب الشعب الجمهوري شعار حملته الانتخابية ، "الإنسان أولًاـ الوحدة أولًاـ تركيا أولًا".
حزب الحركة القومية (MHP)
تأسس حزب الحركة القومية (MHP) عام 1969م، من قبل الكولونيل "ألب أرسلان توركش"، بعد تغيير اسم الحزب القديم الذي كان يسمى بحزب "القرويين الجمهوري"، ولطالما تشكل هذا الحزب من المتعصبين القوميين، وهم نقطة الارتكاز الأساسية له في توجهاته السياسية، واستقطاب مؤيدين له.
وشارك الحزب في عدة ائتلافات حكومية، وهو ثاني أحزاب المعارضة في البرلمان، ويرأسه الآن "دولت بهتشلي".
وحمل الحزب في برنامجه الانتخابي شعار "إصلاح مجتمعي، ومستقبل سعيد"، معليًا راية المعارضة الشديدة، والواضحة، لعملية التسوية السلمية مع "الأكراد".
ويطلق الحزب خلال هذه الحملة شعاراً يقول "من أجل مستقبل البلد.. أعط صوتك لحزب الحركة القومية"، ويبرر زعيم الحزب دولت بهتشلي أن اختيارهم لهذا الشعار، جاء تماشيًا مع ما أفرزته الانتخابات الماضية من نتائج، علما انه حصل حزب الحركة القومية على 17% من الأصوات.
حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)
تأسس حزب السلام والديمقراطية (HDP) عام 2008م، ليحل محل حزب العمل الشعبي، الذي أسسه بعض الناشطين اليساريين الأكراد والأتراك عام 1990م، وكان هذا أول حزب “مناصر للأكراد” يتمتع بتمثيل برلماني، إلى أن تم حظره من قبل المحكمة الدستورية، ثم في عام 2012 تم تشكيل حزب "الشعوب الديمقراطي" الذي يعتبره الكثيرون الذراع السياسي لحزب العمال الكردستاني "PKK".
وطالما رفع الحزب شعار "نصرة كل الشعوب المظلومة والمهمَّشة"، وسبق وأن خاض الأكراد الانتخابات لأول مرة بقائمة حزبية، بعد أن كانوا يترشحون كمستقلين.
ويركز برنامجه الانتخابي على أهمية تعزيز الديمقراطية، وإحلال السلام في البلاد عبر عملية الحل السياسي، ويدعو كل من يرغب في إضعاف سلطة "العدالة والتنمية"، إلى انتخابه لعدم تغيير الدستور.
ويطلق حزب الشعوب الديمقراطي شعار حملته الانتخابية "عنادًا السلام.. عنادًا حزب الشعوب الديمقراطي"، ويترأس الحزب "صلاح الدين دميرطاش".
ويذكر أنه تمكن حزب الشعوب الديمقراطية- الكردي، من تجاوز عتبة الإنتخابات الماضية لأول مرة، وحصل على 13% من الأصوات، مما مكّنه من دخول البرلمان التركي ككتلة برلمانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!