ترك برس
ليست القذائف التي تسقط على كيليس قذائف طائشة، هكذا يصفها الباحث السياسي في مركز الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية سيتا أفق أولوطاش، ويضيف أنها متعمدة وتأتي في إطار إعلان واضح من داعش للحرب على تركيا.
لم تؤثر الأزمة السورية على تركيا عبر قضية اللاجئين فقط حسب أولوطاش، فقد امتد تأثيرها من خلال سقوط بعض القذائف في المدن الحدودية وعلى رأسها كيليس التي تعرضت للعديد من القذائف مؤخرًا، مما دفع الاستخبارات التركية إلى التحقق من مصدر القذائف ليتبين لها أن المصدر هو داعش.
ويضيف أولوطاش في مقاله "حساب داعش مع كيليس" أن زيادة تركيا للإجراءات الأمنية عقب التفجيرات الإرهابية في أنقرة وإسطنبول، حالت دون تمكن داعش من الاستمرار في أعمالها الإرهابية داخل تركيا، مما اضطرها للبدء في استهداف المدن الحدودية لها عبر قذائف الهون.
وذهب أولوطاش إلى أن تركيا في حرب مفتوحة مع داعش منذ انفجار سوروج الذي وقع في 20 تموز/ يوليو 2015، حيث شرعت تركيا عقب هذا الانفجار في حربها الشاملة ضد عناصر داعش، ولكنها لم تتمكن من مواصلة ذلك لإجهاض الولايات المتحدة الأمريكية تحركها بحجة الحاجة للتنسيق، ولإسقاطها الطائرة الروسية الدخيلة التي اخترقت سيادتها في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وذكر أولوطاش أن تركيا واصلت دعم المعارضة السورية المسلحة المحاربة لداعش، وحاولت إقناع الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بتزويد المعارضة المحاربة لداعش بغطاء جوي، ولكن الولايات المتحدة لم تُبدِ رغبة جدية في ذلك.
وفي سياق متصل، أشار الخبير السياسي محمد تازكان في مقاله "الصواريخ سقطت بالخطأ أم رُميت عمدًا؟" إلى أن الحدود المستهدفة هي ليست حدودا تركية فقط بل هي حدود تابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأن استمرار داعش في استهداف المدن التركية، سيدفع الناتو للتدخل للدفاع عن أمن تركيا واستقرارها، ولكن احتمال مماطلة الناتو في التدخل لا يزال مطروحا على الطاولة، ودليل ذلك قيام الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا في آب/ أغسطس من العام الماضي بسحب صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ من تركيا، بدعوى انتهاء حاجة تركيا لذلك.
وبين تازكان أن تركيا الآن لا تستطيع التحرك نحو سوريا واستهداف داعش، خشية استهداف القوات الروسية لطائراتها، ولكنه تساءل في الوقت نفسه: هل سنرى إحدى الطائرات السعودية والبلجيكية والفرنسية الموجودة في قاعدة "إنجيرليك" التي لا تبعد سوى ثواني عن الحدود السورية تنتفض للثأر من داعش لصالح تركيا؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!