ترك برس
اعتبر المفكر الإسلامي وأستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة "حمَد بن خليفة" في قطر "محمد مختار الشنقيطي"، أن تركيا ستنطلق من الآن فصاعداً من دون عوائق ذاتية أو خارجية كبيرة، وستكون هي "القاطرة" التي تقود العالم الإسلامي في معركة الحرية والتنمية، مضيفًا: "ستبقى بعض المكائد الخارجية طبعا، لكن هذه المكائد تم تجريدها من أدواتها المحلية، فلم تعد خطيرة كما كانت في الماضي".
جاء ذلك في حوار مع وكالة الأناضول التركية للأنباء، في معرض تقييمه لحملة "درع الفرات" العسكرية التي أطلقتها وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، في مدينة جرابلس السورية بريف حلب الشمالي لدعم الجيش السوري الحر وتطهيرها والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية التي تستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ورأى "الشنقطي" أن تركيا هي "الدولة الوحيدة المؤهلة" اليوم لأن تكون "المركز" في العالم الإسلامي، تقوده وتضبط خلافاته الداخلية، وتفاوض القوى الكبرى نيابة عنه، لكن تركيا كانت تعيش إلى عهد قريب تمزقاً في الهوية والاختيار، مبينًا أن المحاولة الانقلابية الأخيرة هي "آخر آلام التمزق في الذات التركية" قائلاً إن "فشل الانقلاب، وتخلص الشعب التركي من الدولة العميقة والكيان الموازي، حرر تركيا من هذا التمزق إلى حد كبير".
وقال الشنقيطي إن القيادة السياسية التركية تحررت بعد الانقلاب الفاشل من سطوة الدولة العميقة والكيان الموازي الذي كان يقيد يدها داخل الجيش، كما تحررت من القيود الغربية، فلم تَعُدْ يهمُّها الضغط الأمريكي والابتزاز الأوربي، موضحًا: "هكذا لم تعُدْ تركيا تتعامل مع الملف السوري بمنطق إنساني فقط، كما كان الحال خلال السنوات الخمس الماضية، وإنما أصبحت تتعامل معه بمنطق استراتيجي يتناسب مع مصالحها ومكانتها وقوَّتها، وما تتوقعه منها الشعوب الإسلامية في كل مكان".
ورأى المفكر الإسلامي أن الحضور العسكري التركي داخل سوريا، وتقوية تركيا لقوات (الجيش الحر) السوري" يخدم الحل السياسي"، لأنه سيجعل بيد تركيا أوراق ضغط قوية تدعمها الوقائع الصلبة على الأرض، وأقصد بالحل السياسي هنا رحيل "السفَّاح" بشار الأسد، وبناء دولة سورية جديدة، ديمقراطية وغير طائفية. فهذا هو الحل الذي يستحقه الشعب السوري ثمنا لتضحياته الكبيرة، ويستحقه الشعب التركي الذي تحمَّل من آثار الحرب في سوريا - بكل سخاء- ما لم يتحمله شعب آخر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!