ترك برس
أعربت عدة صحف تركية عن استنكارها لعدم تحلي عدد من الصحف الدولية بالمهنية والأخلاقية في نقلها لجوانب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا.
لم تشغل عملية درع الفرات العسكرية التركية الهادفة لدعم قوات الجيش الحر في استعادة بعض المناطق المتاخمة لتركيا والواقعة تحت سيطرة داعش الرأي العام التركي فقط، بل سيطرت على الصفحات الأولى للصحف في كثير من دول العالم، وربما مرد ذلك إلى كونها أول عملية عسكرية تركية خارج الحدود منذ عام 1974 وأنها تحدث في منطقة باتت تُعرف على أنها منطقة نزاع دولي.
إلا أن وسائل الإعلام لم تتحلى بالموضوعية في نقلها لمحاور العملية، على حد زعم صحيفة تركيا التي أوضحت أن بعض وسائل الإعلام التي كانت تروج ليل نهار أن التحالف الدولي يحارب داعش، كانت أولى الوسائل الإعلامية التي هاجمت عملية تركيا العسكرية الجادة في القضاء على داعش، مضيفةً أن وسائل الإعلام الألمانية على وجه الخصوص، هي الأكثر مهاجمةً للعملية العسكرية، وذلك من خلال استخدامها الدعاية السياسية السوداء المشوهة لصورة تركيا وأهدافها من العملية.
وفي إطار طرح بعض الأمثلة، أوضحت صحيفة تركيا أن الصحيفة الألمانية "دويتشه وايرتشاتس ديكسون" ادعت بأن تركيا دخلت الأراضي السورية بغية السطو على آبار النفط.
وأعربت صحيفة تركيا عن استغرابها الشديد من الأساليب الإعلامية "غير المهنية"، مثل ازدواجية المعايير وقلب الحقائق، التي تستخدمها الصحف الألمانية التي لم تذكر أبدًا الهجمات الإرهابية على تركيا التي تحتضن 3 ملايين لاجئ سوري منذ بداية الأزمة دون مقابل.
صحيفة "دويتشه وايرتشاتس ناتشريتشان" الاقتصادية كتبت أن تركيا تسعى إلى السيطرة على المناطق السورية المتاخمة لحدودها من أجل استخدامها في خطوط نقل الغاز والنفط التي ستمر منها. أدانت صحيفة تركيا هذا الادعاء، مبينةً أن جميع خطوط الطاقة التي يُتوقع مرورها من داخل تركيا ليس لها أي صلة بشمال سوريا، ولكن على ما يبدو تسعى الصحف الألمانية إلى تشويه صورة تركيا الدولية من خلال وسمها بالتحرك في إطار حرب جغرافية سياسية تهدف للحصول على أراضي الغير من أجل مشاريع الطاقة، وليس من أجل محاربة داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى.
وادّعت صحيفة ناتشريتشان أن أبار النفط السورية الهامة التي لم يتم استخراج النفط منها لحد الآن، تقع في كل من الباب ومنبج اللتين تضمّان أيضًا خط النفط القادم من العراق إلى سوريا.
وبحسب صحيفة تركيا، فإن الصحيفة المذكورة بينت أن السيطرة على شمال سوريا يعني السيطرة على خطوط نقل الطاقة السورية والعراقية، وهذا ما تسعى إليه تركيا التي لن توقف عمليتها في منبج، بل ستستمر للسيطرة على إدلب وحلب والرقة ودير الزور.
ووفقًا للصحيفة، فإن الصحيفة الألمانية لفتت أيضًا إلى أن حلب تشكل "المفتاح الأساسي" لبسط السيطرة التركية على الشمال، لذا فإن تركيا ستبذل كل الجهود لدخولها.
وفالت صحيفة تركيا إن الصحيفة الألمانية "تمادت في أكاذيبها" بقولها إن العملية العسكرية التركية ستشهد اشتباكات محتدمة في الرقة ودير الزور وإدلب والحسكة والبوكمال والباب وحماة وحمص وبعضًا من مناطق تدمر لكونها تشكل ممرًا لخط الغاز الطبيعي الواصل بين قطر وتركيا.
واختتمت الصحيفة الألمانية قلبها للحقائق من خلال القول إن تركيا تسير على توافق تام مع روسيا التي تدعم شبكات نقل النفط والغاز الطبيعي التي تصب في الصالح التركي، بهدف تدعيم سعيها لتسهيل مفاوضات بناء خط السيل التركي، على حد ما توضحه صحيفة تركيا التي رأت أن الإعلام الألماني وغيره من وسائل الإعلام التي تقلب الحقائق، لا تكشف من خلال هذه الأكاذيب إلا مستواها الإعلامي الهابط إلى مستوى الحضيض، ولا تؤثر على حقيقة ما تقوم به تركيا قيد أُنملة.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف تموز/ يوليو الماضي، حدثت حالات تراشق إعلامي ودبلوماسي حاد بين تركيا وبعض الدول الغربية التي لم تعلن دعمها للديمقراطية في تركيا ولم تتبنّ الموضوعية والمهنية في قراءتها لما يحدث في تركيا، وقد بيّن ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال في تصريح سابق: "إن الغرب لا يحترم الإرادة الشعبية التركية، ولا يريد لتركيا الأمن والتقدم، ومن جانبنا، نعلم ما نقوم به، ولا نقبل نصائح الغرب."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!