ترك برس
قالت عقيلة رئيس الجمهورية التركية "أمينة أردوغان" إن الصرامة في محاربة أتباغ غولن المتغلغلين داخل الدولة وفي المؤسسات الأخرى هي وحدها التي تكفل لتركيا أمنها واستقرارها السياسي، مشيرةً إلى أن تساهل الدولة حيال الأمر سيكلف تركيا انقلابات جديدة لا مفر منها.
وتعرضت تركيا لمحاولة انقلاب في الخامس عشر من تموز/ يوليو باءت بالفشل وأدت إلى إعلان مجلس الأمن القومي حالة الطوارئ لمحاربة عناصر جماعة غولن، على حد ما أوضحه بيان إعلان حالة الطوارئ الذي أعلنه الرئيس أردوغان بنفسه.
ولم تشمل محاربة جماعة غولن إبعاد عناصرها عن مؤسسات الدولة فقط، بل تمددت لتشمل إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية وبعض المؤسسات المدنية بالإضافة إلى إصرار تركيا على أمريكا لتسليم غولن.
وحول هذا السياق، التقت الصحفية "سربيل تشفيك جان"، الصحفية في جريدة ميلييت، السيدة الأولى أمينة أردوغان، وسألتها عن قراءتها لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
في مستهل حديثها، أشارت أمينة أردوغان إلى أن مهمة محاربة جماعة غولن لا تقع على عاتق الدولة وحدها، بل أن عالم العمل ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني يتحمل مسؤولية كبيرة في إنجاح عملية المكافحة التي لا يجب أن تقف على منحى سياسي مؤسساتي، بل يجب أن تشمل كافة الاتجاهات ليتم القضاء على خطر الانقلابات والفوضى بشكل كامل.
وأضافت أن تركيا يجب أن توصل تقاريرها المتضمنة لمخاطر غولن إلى كافة دول العالم، كي تقي نفسها من التعرض لأي إحراج دولي قد يظهر نتيجة ممارسة حقها الطبيعي في محاربة منظمة "إرهابية".
وعن التهديدات المحيطة بتركيا، قالت أمينة إن عالم الاجتماع "ابن خلدون" يقول إن "الجغرافيا قدر، فلكل جغرافيا سمات مختلفة"، مضيفةً أن قدر تركيا أنّها تقع في جغرافية مليئة بالخلافات المذهبية والقومية، وإن تدخل تركيا لحل هذه الخلافات ووقف نزيف الدماء الناتج عنها يجعلها عرضة للكثير من الدسائس المحاكة من قبل الدول التي لا تعرف معنى الإنسانية.
وأفادت أمينة أن تركيا تدفع اليوم فاتورة محاولتها نقل تجربتها الديمقراطية التنموية الإنسانية العادلة إلى الآخرين، موضحةً أن الكثير من الدول تحاول إعاقة قيام تركيا بذلك ليتسنى لها الاستمرار في نهبها لمقدرات الدول الأخرى.
وأضافت أن الدول الاستعمارية تريد أن يكون الجميع جاهلين وغير واعين وبعيدين عن الديمقراطية، ليحلو لها النهب والسلب دون أي اعتراض، فالدكتاتور من السهل إدارته ولكن البرلمان المعبر عن الإرادة الشعبية الحقيقية الرافضة للاستلاب من المحال إدارته على النحو الذي تريده هذه الدول.
وعزت أردوغان فشل محاولة الانقلاب إلى شجاعة الشعب التركي، منوّهةً إلى أن هذه المحاولة هي بمثابة نقطة فاصلة في تاريخ تركيا المعروف بالانقلابات العسكرية التي انتهت اليوم دون رجعة.
وعن موقعها أثناء محاولة الانقلاب، أوضحت أمينة أنها كانت برفقة زوجها يقضون إجازتهم في أحد فنادق أنطاليا، مبينةً أنها أبت إلا أن ترافق زوجها في رحلته من مرماريس إلى إسطنبول، وبعد النزول إلى إسطنبول انتقلت إلى مكان آمن.
وثمنت أمينة الدور الذي بذلته وسائل الإعلامية العالمية الداعمة للديمقراطية التركية، مبينةً أن "جلال الدين الرومي" يقول "ليس الذين يملكون نفس اللغة بل الذين يتشاركون نفس المشاعر هم الذين يستطيعون التفاهم"، وهذا ما تم من خلال دعم العالم الإسلامي، الشعوب وبعض وسائل الإعلام، لنا، فمشاعر الإنسانية المخلصة وتوقهم لحكم ديمقراطي تتمثل به الإرادة الشعبية وشعورهم بالحس الخائن لجماعة غولن هي المشاعر التي حركتهم لدعم حكومة تركيا ورئيسها المنتخبين كما فعل الملايين من الشعب التركي المخلص الذي نزل إلى الميادين دون سابق تفكير.
وفي ختام تصريحاتها، أعربت أردوغان عن آمالها في انتشار المحبة والسلام على المستوى العالمي عامة وعلى المستوى الإسلامي خاصة، مبينةً أن التناحر المذهبي القائم بين المسلمين لا يصب إلا في صالح أعدائهم، وهو ما يجعلهم عرضة للدسائس دائمًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!