ترك برس
أوردت وسائل إعلام أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترح على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعاون المشترك في عملية تحرير الرقة والموصل، وذلك على هامش قمة العشرين التي عُقدت ما بين 4 إلى 5 أيلول/ سبتمبر بمدينة هانجو الصينية.
لم يواف أردوغان أوباما بالرد إبان القمة، بل رد عليه بعد الرجوع إلى تركيا وإجراء مشاورات مكثفة مع المؤسسات الأمنية والدبلوماسية التي اقترحت عليه التصريح بالموافقة المبدئية والمشروطة بمحدودية الدعم التركي على أن يكون لوجستيًا فقط وإبعاد قوات حزب الاتحاد الديمقراطي عن المشاركة.
وفي هذا السياق، حذر عددٌ من الخبراء الأتراك وعلى رأسهم تانجو بيلغين، عبر مقاله "الحذر من السقوط في الفخ"، الحكومة التركية من الانخراط في عملية واسعة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مبيّنًا أن نصب أمريكا الفخ لحلفائها أمر يلوح في الأفق دائمًا، لذا يتوجب على تركيا دراسة الخيارات المطروحة بشكل معمق.
ومن جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي "عبد القادر سلفي"، المعروف بقربه من حزب العدالة والتنمية والحكومة التركية، في مقاله بصحيفة حرييت "موعد دخول الرقة والموصل أصبح معلومًا"، إلى أن الرئيس أردوغان اجتمع مع عدد كبير من الدبلوماسيين والخبراء الأمريكيين الذين كان من ضمنهم وزير الخارجة الأمريكي الأسبق و"الداهية الدبلوماسي" "هنري كسينجر" الذي سأل أردوغان عن معنى جملة "العالم أكبر من خمس."
نقل سلفي رد أردوغان على كيسنجر كما يلي: "عندما كتب السيد "هنري كسينجر" كتابه "الدبلوماسية" لم يعرج على باب "العالم أكبر من خمس"، بالرغم من كون كتابه سميكًا جدًا، والسبب في ذلك هو عدم وجود أي شخص ينتقد هيكلية وآلية عمل الأمم المتحدة آنذاك، وأنا متأكد لو كان هناك من انتقد هيكلية الأمم المتحدة لأورد السيد كسينجر ذلك في كتابه. يا سيد كسينجر مجلس الأمن ذو الأعضاء الخمسة الدائمين غير قادر على حل الأزمات العالقة على الساحة لا سيما أزمتي سوريا والعراق، لذا لا بد من التصريح بجملة "العالم أكبر من خمس" ولا بد من التأكيد على ضرورة تغيير النظام الحاكم للعالم."
وأوضح سلفي أن الاجتماع تناول قضايا سياسية واقتصادية أبرزها قضية تحرير الرقة والموصل، مبينًا أن الولايات المتحدة أصرت على الرئيس أردوغان أن تبدأ عملية التحرير في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
وبحسب سلفي، فإن الإصرار الأمريكي على ذلك ينبع من خشية الإدارة الأمريكية عدم قبول ترامب أو كلينتون، المرشحين للرئاسة الأمريكية، للعملية وتأخيرها، فيما يرى أوباما أنه يمكن التعويل على كلينتون في إتمام العملية، ولكن لا يمكن التعويل على ترامب إطلاقًا، فعلى ما يبدو أن ترامب سيتبع فقط السياسات التي تهم الولايات المتحدة، الأمر الذي سيعقد أي تحالف محتمل بين تركيا وأمريكا ضد داعش.
وفي رحلة العودة من أمريكا إلى تركيا، أعلن الرئيس التركي أردوغان المحاور الرئيسية للاقتراح الذي عرضته تركيا على أمريكا للمشاركة في عملية التحرير، ووفقًا لسلفي، فقد كانت المحاور كما يلي:
ـ تعاون تركيا وأمريكا جويًا في مهاجمة قواعد داعش.
ـ فسح المجال أمام قوات الجيش السوري الحر للتحرك برًا وفرض سيطرتها العسكرية والإدارية على المناطق المحررة.
ـ رفض أي مشاركة لقوات الحماية الكردية مهما كانت الأعذار.
ـ إعارة الحالات الإنسانية أهمية عالية.
وذكر سلفي أن الإدارة الأمريكية تخطط لإشراك 25 ألف جندي في المعركة، وتراهن في ذلك على استخدام قوات الحماية الكردية. فيما ترى تركيا أن الجيش الحر يملك ما يقارب 65 ألف عسكري، وهذا العدد يكفي للمعركة دون إشراك وحدات حماية الشعب.
وبيّن سلفي أن تركيا في المرحلة الحالية تضع إجلاء قوات الحماية الكردية عن منبج على رأس جدول عملياتها في شمال سوريا، منوّهًا إلى أن تخليص منبج من القوات الكردية أمر يسير، أما عملية تحرير الباب فترى تركيا أنها ستكون أكثر تعقيدًا، الأمر الذي دفعها لعدم التعجل في تحريرها لوحدها، تجنبًا للحرب التي قد تندلع بين قواتها وقوات داعش التي ترى أن منطقة دابق التابعة لمدينة الباب مكان ديني مقدس ستحدث عليه معركة يوم القيامة، ولذلك تسعى تركيا إلى تعزيز جنودها وإشراك القوات الأمريكية في عملية التحرير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!