ترك برس
ذكرت شبكة بلومبيرغ أن الولايات المتحدة وروسيا تعاونتا هذا الأسبوع بصورة نادرة لمنع حليفتهما تركيا من السيطرة على مدينة منبج في شمال سوريا، وكان الهدف من ذلك منع وقوع اشتباكات بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على المدينة.
ووفقا لتقارير صحفية ففي إطار هذا التعاون المشترك نشرت الولايات المتحدة 500 جندي على مشارف منبج، وفي المقابل توصلت روسيا إلى تفاهمات مع الجيش السوري على إقامة منطقة عازلة بين المدينة والقوات التركية المتقدمة نحو الرقة المعقل الرئيس لداعش في سوريا.
وحسب بلومبيرغ، ترى الولايات المتحدة وروسيا أن الأكراد هم القوة الحيوية في قتال التنظيم المتطرف، في حين تعدهم تركيا إرهابيين، ومن ثم كلما اشتدت وتيرة الحرب على داعش ازدادا الخوف من حدوث اشتباكات بين القوات المشاركة في هذه الحرب. وفي يوم الثلاثاء الماضي اجتمع رؤساء أركان الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في مدينة أنطاليا التركية في محاولة لتهدئة التوتر بين الأطراف.
يقول إلكسندر شوميلين رئيس مركز تحليل النزاعات الشرق أوسطية بمعهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية الحكومية: " لقد نشأت هنا ظروف خاصة عندما تجد الولايات المتحدة وروسيا أنفسهما متحدتين ضد الأتراك من أجل الميليشيات الكردية التي تتلقى الدعم من الأمريكيين، ويدعمهم الروس أيضا."
اجتاح الجيش التركي شمال سوريا في شهر أغسطس/ آب الماضي لدعم الجيش السوري الحر في حربه على تنظيم داعش، لكن القوات التركية تحارب أيضا الميليشات الكردية التي تعدها تركيا جماعات إرهابية مرتبطة بالانفصاليين في أرضها. وقد احتلت تلك الميليشيات مدينة منبج وطردت منها مقاتلي داعش قبل وقت قصير من دخول القوات التركية سوريا.
توجهت تركيا أخيرا بطلب إلى الولايات المتحدة لمساعدتها في قيادة هجوم بري على مدينة الرقة، لكن طريق الهجوم يمر عبر المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. ويوضح جوشوا لانديس مدير مركز الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما أن معارك واسعة النطاق بين الأتراك والميليشات الكردية ستلحق ضررا بمساعي السيطرة على مدينة الرقة، ويقول إن من المهم إقامة منطقة عازلة بين الجانبين حتى يصبح بالإمكان هزيمة داعش.
ويضيف فيصل عيتاني الخبير الاستراتيجي في معهد أتلانتيك للدراسات الاستراتيجية أن الإجراء المشترك الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة وروسيا لا يترك مساحة للمناورة أمام روسيا، وسيسمح للأكراد باحتلال مدينة الرقة، ولقوات النظام السوري بأن تنتشر في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!