ترك برس
ناقش برنامج "ما وراء الخبر" على شبكة الجزيرة القطرية، أبعاد إعلان تركيا انتهاء عملية "درع الفرات" في شمالي سوريا قبيل محادثات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في العاصمة التركية أنقرة يوم الخميس.
قال الدكتور أحمد أويصال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول إن تركيا أعلنت إنهاء عملية درع الفرات في شمال سوريا لأنها حققت هدفها المتمثل بإبعاد كل من تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية- التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي فيها- عن حدودها الجنوبية.
وأشار أويصال إلى أن ذلك لا يعني عدم شن تركيا حملات عسكرية جديدة داخل سوريا، واتهم الولايات المتحدة بعدم الإخلاص في محاربة الإرهاب واتخاذ محاربة تنظيم الدولة الإسلامية ذريعة لتقسيم سوريا والعراق وهو ما ترفضه تركيا بشدة.
وحول حدود التحرك المتاح أمام تركيا في الساحة السورية في ظل الدعم الأميركي للوحدات الكردية، قال أويصال إن الخيارات تتمثل في التباحث مع واشنطن بشأن المناطق الآمنة في سوريا وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم، ومحاولة إقناع واشنطن بعدم تقسيم سوريا.
وأوضح أن هناك خطط كبرى لإشعال المنطقة من خلال تحالفات الدول الكبرى المختلفة الإثنية والمذهبية، مبينًا أن درع الفرات توقفت بسبب ضغط روسي أمريكي بهدف الوصول بنهاية المطاف لتقسيم سورية.
ولفت أويصال إلى أن أمريكا تمنع محاولة تركيا محاربة تنظيم الدولة، وأن النقاش سيستمر معها على المناطق الآمنة ووحدة الأراضي السورية وعودة اللاجئين لأراضيهم.
وغداة إعلان تركيا انتهاء عملية درع الفرات، بحث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع المسؤولين الأتراك إقامة مناطق آمنة في سوريا، مؤكدا دور أنقرة شريكا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، أما وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو فطالب بخطوات لإعادة الثقة بين البلدين.
من جهته قال السفير الأميركي السابق لدى تركيا روبرت بيرسون إن تركيا حققت هدفين رئيسيين من عملية درع الفرات؛ تأمين حدودها الجنوبية من وجود تنظيم الدولة، وعزل الأكراد في غرب سوريا عن الأكراد في شمالها.
وحول رفض واشنطن السماح بدور تركي في استعادة الرقة ومساعدتها الأكراد لتحقيق ذلك، قال بيرسون إن تركيا ركزت في سوريا على محاربة وحدات حماية الشعب الكردية بدل التركيز على محاربة تنظيم الدولة، ولم تثبت أن هدفها الرئيسي هو هزيمة تنظيم الدولة بل هو هزيمة القوات التي تقاتل تنظيم الدولة.
واعتبر أن الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا لم يثبت قدرته على محاربة تنظيم الدولة كما أثبتت القوات الكردية المدعومة من أمريكا، وأن بإمكان تركيا المساعدة في سورية بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!