ترك برس
تعليقا على الانتقادات الأخيرة التي وجهتها وسائل الإعلام الغربية لاتفاق تركيا وروسيا من حيث المبدأ على شراء أنقرة نظام الدفاع الصاروخي الروسي المتطور إس-400، رأى محللون سياسيون وعسكريون روس وأتراك أن على حلف شمال الأطلسي أن يكون سعيدا ولا ينزعج من الصفقة، وذلك بحسب تقرير نشره موقع سبوتنيك تورك الروسي.
وذكر التقرير أن وسائل الإعلام الغربية أبدت انزعاجها إزاء احتمال حدوث ذلك. وقال مقال في مجلة الإيكونومست في اليوم التالي للمحادثات "إن تركيا وروسيا قريبتان جدا من الاتفاق على الصواريخ، وإن صداقتهما يجب أن تقلق الناتو".
وتابعت المجلة: "إن محاولة التوصل إلى أرضية مشتركة حول سوريا هيمنت على محادثات أردوغان وبوتين، لكن اللقاء بين الرئيسين التركي والروسي تناول أيضا موضوعا آخر يهم حلفاء تركيا في الناتو. وقد تم الاتفاق من حيث المبدأ على أن تبيع روسيا لتركيا نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى S-400، بيد أنه لم يتم الاتفاق بعد على السعر. ولكن مثلما أظهر الزعيمان القويان بوتين وأردوغان ثبات المصالحة خلال العام الماضي، فإن الإرادة السياسية الكافية يمكنها أن تطلق معظم الخطط".
وأوضحت المجلة أنه "في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، فإن شراء تركيا لهذه المنظومة إذا تحقق سينظر إليه على أنه انتصار على الحلف، كما سيؤكد الانطباع السائد في السنوات الأخيرة بأن السيد أردوغان سعيد بأن تصبح تركيا في الواقع عضوا شبه منفصل في الحلف".
وأشارت البي بي سي البريطانية باللغة التركية إلى أن الاتفاق المحتمل يسلط الضوء على مسألة التوافق بين تركيا وروسيا، مثل اندماج الأنظمة الروسية في نظام الدفاع الجوي للناتو.
في المقابل قال محللون سياسيون وعسكريون روس وأتراك لموقع سبوتنيك تورك إن على حلف الناتو إن لا ينزعج من هذه الصفقة المحتملة. وأوضح مسعود حقي جاسين الأستاذ في جامعة أوزيجين في إسطنبول لـ سبوتنيك تورك أنه بشراء هذه المنظومة ستحصل دولة عضو في حلف الناتو على تسليح متطور للغاية.
وأضاف المحلل التركي أن بعض دول حلف شمال الأطلسي تشعر بالقلق إزاء احتمال تسرب معلومات سرية إلى روسيا، لكن بعض الدول مثل بلغاريا واليونان والمجر تعمل بالفعل على هذه الأنظمة، ويستخدمها الناتو، وهذا يعني أنه لا توجد مشكلة "الدمج" التي كان العديد من الخبراء يتحدثون عنها.
وتابع جاسين: "بدلا من القلق فإن الناتو يجب أن يكون سعيدا بالصفقة، حيث إن تطوير نظام الدفاع التركي يسهل بشكل غير مباشر تطوير النظام الأمني للحلف ككل، مؤكدا أن تركيا دولة ذات سيادة ولها كل الحق فى شراء أسلحة حيثما تريد.
وأوضح إن روسيا جمعت منذ خمسينيات القرن الماضي خبرات كبيرة حول نظم الصواريخ الاعتراضية، وأن منظومة S-400 هي منظومة متطورة سيكون شراؤها مفيدا جدا لتركيا التي تقاتل داعش التي تهدد الشعب التركي.
وأشار المحلل السياسي أيضا إلى أن تركيا، وفقا للمادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، تعمل وفقا لمبدأ الدفاع الجماعي. بيد أنه في ظل الهجمات الإرهابية التي لا تنطبق عليها هذه المادة، فإنها تتعرض للتهديد بمفردها.
وأضاف أن الاتفاق سيسهم أيضا فى تعزيز العلاقات بين روسيا وتركيا، فمنذ عام 1991، كان التعاون بين تركيا وروسيا قائما على الثقة. ووفقا لاتفاقية مونترو بشأن نظام المضيق، فإن الأمن في البحر الأسود يخضع لسيطرة هذين البلدين. كما أن الدبلوماسية التركية الروسية والجهود الشخصية للرئيسين أردوغان وبوتين تلعب دورا حيويا في أمن شرق المتوسط وتسوية النزاع السوري.
من جانبه قال الجنرال المتقاعد أردوغان كاراكوس، إن تركيا تحاول الدفاع عن نفسها بينما تبقى مستقلة عن الناتو، مشيرًا إلى أن عدم وجود نظام اعتراض على ارتفاعات عالية في تركيا كان مشكلة كبيرة، ومن هنا جاءت رغبة أنقرة في شراء مثل هذه المنظومة.
ونوه كاراكوس إلى أنه سيكون هناك توازن معين بين الناتو وروسيا. وقال إن تركيا قد تلبي احتياجاتها تماما بشراء S-400 من روسيا أو نظام باتريوت من الولايات المتحدة. ويمكن أيضا أن توازن بين الاثنين. بيد أن التحالف يريد بيع 12 نظاما من طراز باتريوت إلى تركيا بقيمة 300 مليار دولار ولا يريد أن يفقد المشتري الذي يسيطر عليه. وبما أنه لا يريد خفض عدد أنظمة النشر، فإنه سيصر كذلك على تسليمها والاعتراض على شراء الأنظمة الروسية، كما ذكر أخيرا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!