ترك برس
يرى محللون اقتصاديون أن هناك مؤشرات قوية تشير إلى أن الانخفاض الكبير في قيمة الليرة التركية قد أسهم في تعديل الميزان التجاري التركي مع إيران.
وتشير الإحصاءات الأخيرة حول التجارة الخارجية بين البلدين إلى أن واردات تركيا من إيران انخفضت إلى النصف تقريبا، لكن صادراتها إلى إيران شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي.
ويُعتقد أن التوترات السياسية بين أنقرة والبيت الأبيض خلال المحاكمة القادمة لرجل الأعمال التركي الإيراني، الأصل رضا ضراب، في الولايات المتحدة، فضلا عن التغييرات في اللوائح المصرفية هي من بين الأسباب الرئيسية وراء انخفاض قيمة الليرة التركية التي سجلت أخيرا مستويات قياسية منخفضة مقابل العملات الأجنبية.
واتهمت الولايات المتحدة رضا ضراب بالتورط فى خطة لتجاوز عقوبات فرضتها إدارة أوباما على إيران، وفي المقابل، تتهم تركيا الولايات المتحدة بالانخراط في مؤامرة واضحة ضد تركيا بمقاضاة بعض المواطنين الأتراك بسبب الانتهاك المزعوم للعقوبات على طهران.
وقد أدى تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وكذلك المخاوف بشأن معدل التضخم في تركيا إلى قلق بين المستثمرين مما أدى في النهاية إلى انخفاض حاد في قيمة العملة الوطنية التركية، حيث انخفضت الليرة بنحو 3.7 في المئة منذ منتصف كانون الثاني/ يناير لتصل إلى 3.9594 مقابل الدولار.
وفي الوقت نفسه شهدت العملة الإيرانية أيضا انخفاضا كبيرا في قيمتها منذ بداية العام. وانخفض الريال الإيراني الرسمي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 8.8 في المائة منذ يناير ليصل إلى 35.235 يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر. وفي الوقت نفسه انخفضت قيمة الليرة التركية في السوق الرسمية الإيرانية بنسبة 2.27 في المائة لتستقر عند 8.972 ريالا.
ويعتقد مراقبون أن هبوط قيمة الليرة التركية سيدعم السياحة الإيرانية الوافدة إلى تركيا، ويزيد من الصادرات التركية إلى البلد المجاور بسبب رخص أسعارها ويقلل من وارداتها من إيران.
وأظهرت آخر الإحصاءات الصادرة عن منظمة تعزيز التجارة الإيرانية أن صادرات تركيا إلى إيران خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة المالية الإيرانية الحالية (التي بدأت فى 20 آذار/ مارس) زادت بنسبة 23 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 1.9 مليار دولار. وكانت تركيا رابع أكبر مصدر لإيران بعد الصين والاتحاد الأوروبي والإمارات العربية في الفترة المذكورة. وفي الوقت نفسه، انخفضت صادرات إيران إلى تركيا بنسبة 58 في المئة لتبلغ نحو مليار دولار، على الرغم من أن تركيا تحتل المرتبة السابعة في استيراد السلع الإيرانية.
كما أدى انخفاض قيمة الليرة التركية إلى تأثير مباشر في قطاع السياحة أيضا. ووفقا للإحصاءات التركية، فإن عدد السياح الإيرانيين الذين زاروا البلاد خلال النصف الأول من عام 2017 تجاوز مليون، ليصل إلى أعلى مستوى في السنوات الثلاث الماضية. ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى مليوني سائح بحلول نهاية العام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!