ترك برس
تداول نشطاء وإعلاميون مقالًا للكاتب السعودي، محمد الرطيان، في صحيفة "المدينة"، يتحدثّ فيه عن شجاعة القائد العسكري العثماني "فخر الدين باشا" الذي اشتهر بحبّه للرسول صلى الله عليه وسلم، ودفاعِه عن المقدسات الإسلامي.
جاء ذلك على خلفية جدل أثاره وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد، من خلال إعادة نشر تغريدة لأحد مستخدمي موقع "تويتر"، تتهم فخر الدين باشا بارتكاب جرائم بالمدينة المنورة، وتهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأثارت التغريدة موجة غضب كبيرة في تركيا، ودفعت بالرئيس رجب طيب أردوغان، إلى مخاطبة ناشر التغريدة بالقول "حين كان جدنا فخر الدين باشا، يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟".
يشار أن "عمر فخر الدين باشا" الذي لقبه الإنجليز بـ"نمر الصحراء التركي"، اشتُهِر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبًا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر (ما بين 1916- 1919) رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة البريطانيين إبان الحرب العالمية الأولى.
ورغم الأوامر من إسطنبول، والضغط من الإنجليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها، رفض فخر الدين باشا، ترك مدينة الرسول محمد (ص) واستمر في المقاومة، حتى اعتُقِل كأسير حرب.
وأُرسِل الباشا إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل جهود حكومة أنقرة جرى إطلاق سراحه عام 1921، ثم تعيينه لاحقًا سفيرًا لتركيا لدى أفغانستان.
الكاتب السعودي قال في مقاله "الخيانة.. وخلف ظهرك رُومٌ!": إن "فخر الدين باشا القائد العثماني العظيم، وآخر حاكم عثماني في حصار المدينة المنورة: يقف بثبات داخل مسجد رسول الله.. ويحرّض جنده لمواصلة القتال.
يتواصل حصاره هو وجنده.. الدولة العثمانية تتساقط أطرافها بضربات الحلفاء، وتوقع معاهدات الاستسلام، ويستمر حصار المدينة.. ينفد الطعام.. ينفد الماء.. تتفشى الأمراض بين جنده، وتنفد الأدوية، ويقل العتاد.
تقطع عنه الإمدادات، وتفجّر سكة حديد الحجاز. يقف لوحده مع قوته الصغيرة وسط صحراء من الأعداء دون أي سند. يأتيه التلغراف من اسطنبول يدعوه للاستسلام.. يتجاهله.
يرسل له قائده يطلب منه الاستسلام، يرفض.. ويبحث عن أي حجة، ويقول في رسالة الرد: هذه ليست أي مدينة حتى انسحب منها أو استسلم.. إنها مدينة رسول الله. لا بد أن يأتيني الأمر من الخليفة نفسه! يأتيه أمر الخليفة بجواب من وزير العدل يأمره بتطبيق معاهدة موندروس وتسليم المدينة للحلفاء.. ويرفض، قائلاً:
"إن الخليفة يعد الآن أسيرًا في يد الحلفاء لذا فلا توجد له إرادة حرة".. ويرفض أن يستسلم، مُعرضًا نفسه للمحاكمة والعزل وتهمة خيانة الأوامر العسكرية... (سيسجل التاريخ أنها أطهر وأعظم وأشرف خيانة).
يقف أمام قبر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ويقول بلغة عربية مُكسّرة وعزيمة صلبة متماسكة: "والله لن أخونك يا رسول الله".
يتساقط جنده وضباطه، وقبلها دولته، وكل شيء حوله يقف ضده... قال للقلة التي بقيت معه: أخرجوا أنتم، وأنا سأبقى هنا... لا يدرون ما الحيلة مع قائدهم!..
أحاط من تبقى منهم بفراشه وحملوه قسرًا وهم يبكون ليخرجوه إلى الخيمة المعدة له من جانب "حلفاء" الحلفاء.
التاريخ الذي يبصق على وجوه الخونة.. ينحني ليُقبّل رأس فخر الدين باشا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!