ترك برس
بعد انتعاش قطاع السياحة في تركيا، وزيادة عدد السياح القادمين من البلدان الآسيوية مثل الصين، واليابان، أو كوريا الشمالية، أو من منطقة أمريكا اللاتينية على غرار الأرجنتين؛ من المتوقع أن يتنامى عدد السياح الذين يزورون كبادوكيا بنسبة 50 بالمئة خلال هذه السنة.
تشتهر كبادوكيا Kapadokya في جميع أنحاء العالم بعجائبها الطبيعية، وبالمداخن الجنية. كما تعرف هذه المنطقة بتاريخها الفريد من نوعه الذي نُقش منذ قرون على الصخور التي تتخذ شكل قصور، أو المدن الواقعة تحت الأرض. كما تتميز هذه المنطقة بطرقها السياحية التي يجوبها المسافر عبر المنطاد. وعموما، بدأت كبادوكيا في التحول إلى أحد الأعمدة الأساسية لإنعاش السياحة في تركيا، خاصة بعد سنة رهيبة فرضتها الأوضاع على هذا القطاع خلال سنة 2016.
في هذا السياق، أعلن كبار المسؤولين في قطاع السياحية التركية أن نسبة الحجوزات في الفنادق في هذه المنطقة خلال شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو من هذه السنة كادت تصل إلى حدود 100 بالمئة. ولكن، خلال السنة الماضية، استقبلت كبادوكيا حوالي 2.5 مليون سائحا فقط. ولهذا السبب، اعتبر أصحاب الفنادق التركية أن سنة 2018 تعد بمثابة "السنة الذهبية" بالنسبة لكبادوكيا. ويعود هذا التفاؤل أيضا إلى الأرقام المرتفعة للحجوزات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة.
كان هذا الانتعاش أمرا غير مستحيل بعد استعادة ثقة السياح الأجانب وكبار منظمي الرحلات السياحية في تركيا. ويعود الفضل في ذلك أيضا إلى حملة التخفيضات التي قادها وزير الثقافة والسياحة التركي. كما لعبت حملة "سنة السياحة في تركيا" التي نُظمت في الصين، دورا كبيرا في تحقيق هذا التطور. ويضاف إلى ما سبق ذكره، الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع وكالات الأسفار اليابانية التي دُعيت إلى زيارة كبادوكيا خلال شهر كانون الأول/ يناير الماضي.
في واقع الأمر، شملت قائمة السياح القادمين من بلدان آسيا الشرقية، زوارا صينيين وآخرين من اليابان، وأيضا من كوريا الشمالية. علاوة على ذلك، سُجل قدوم سياح من منطقة أمريكا اللاتينية، وبعض البلدان الأوروبية. ووفقا للأرقام التي أدلت بها مديرية الثقافة والسياحة في مدينة نوشهر في كبادوكيا، تبين أن عدد السياح القادمين من هذه المناطق قد تنامى خلال الثلاثي الأول من سنة 2018.
لقد بلغ عدد السياح الذين زاروا المتاحف والأماكن التاريخية الموجودة في كبادوكيا خلال الثلاثي الأول من سنة 2017 حوالي 168.448 سائحا. أما خلال هذه السنة، فيقدر هذا العدد بحوالي 383.862 سائحا. وتعني هذه البيانات أنه تم تسجيل زيادة بنسبة 127 بالمئة في عدد السياح الذين زاروا مختلف المعالم السياحية في هذه المنطقة.
في هذا الصدد، صرح رئيس جمعية تطوير السياحة في بلدة "غوريمي" الواقعة في كابادوكيا، مصطفى دورماز، لوكالة الأناضول للأنباء أن "قدرة استيعاب الفنادق وعدد الأسِرّة في المنطقة سيكون غير كاف خلال السنوات القادمة، في حال تواصل نسق نمو عدد السياح القادمين إليها".
كما أشار هذا المسؤول إلى أنه "من المتوقع أن يتنامى عدد السياح خلال هذه السنة بنسبة 50 في المئة. وفي الوقت الحالي، بلغت قدرة استيعاب أسِرّة الفنادق حوالي 290 ألف سرير في هذه المنطقة. ومن المنتظر زيادة هذا الرقم خلال السنوات القادمة. في المقابل، لن تكون الفنادق في هذه المنطقة قادرة على إيواء كل السياح، خلال هذه السنة".
في نفس الوقت، أبدى يعقوب دينلر، رئيس جمعية أصحاب الفنادق التركية في منطقة كابادوكيا، عن تفاؤله فيما يتعلق بتطور قطاع السياحة في تركيا وخاصة في هذه المنطقة. وحيال هذا الشأن، قال المسؤول إن "السياح الأوروبيين والروس الذين لم يزوروا تركيا السنة الماضية، سيهرعون إلى زيارة شواطئ بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط. كما ستكون هذه السنة جيدة بالنسبة لكبادوكيا. وفي حال سارت الأوضاع مثلما توقعنا، ستشهد كباودكيا ازدهارا في قطاع السياحة، خاصة بفضل دعم سياح أمريكا اللاتينية والشرق الأقصى".
في هذا السياق، أورد دينلر قائلا "ننتظر هذه السنة رؤية سياح من جنوب القارة الأوروبية ودول البلطيق في كبادوكيا. وسيزور المنطقة أيضا سياح من الأرجنتين والصين واليابان. وعلى الرغم من أنه عادة ما تكون المنتجعات الساحلية من المرافق البديلة، إلا أن كبادوكيا منطقة فريدة من نوعها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!