عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
تعمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على تحليل آثار الضربات العسكرية على سوريا، في حين تنشغل روسيا وإيران والنظام بحصر الخسائر.
مع اختتام العملية العسكرية أعلنت الدول الثلاث انتهاء المرحلة الأولى منها، ما يعني أن هناك مرحلة ثانية وربما ثالثة. كما أن ترامب أعلن استمرار العمليات ما لم يتم تدمير الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
النتيجة السياسية
أعلنت تركيا دعمها للعملية التي استهدف الأسلحة الكيميئية في سوريا. قُصفت المنشآت المستخدمة في صناعة الأسلحة الكيميائية، لكن النظام الذي أصدر التعليمات باستخدامها ما يزال مكانه.
ظهر الأسد صباح يوم العملية وهو يدخل إلى القصر حاملًا حقيبة بيده، ولسان حاله يقول "أنا هنا".
البيان الصادر عن الولايات المتحدة أعلن أن العملية لم تستهدف النظام، وأنها اقتصرت على منشآت إنتاج الأسلحة الكيميائية.
ومع دعمها العملية، ركزت أنقرة أيضًا انتقاداتها على هذا الخصوص. فهي تعتقد أن عملية عسكرية بلا نتائج سياسية لن تكون حلًّا، وأن استهداف الترسانة الكيميائية للنظام السوري لا يعدو عن كونه عرض عضلات من الولايات المتحدة.
النظام السوري سلم عام 2014 ترسانته الكيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وعليه كان من المفترض ألا تُستخدم هذه الأسلحة منذ ذلك التاريخ في سوريا.
قبل عام، قصفت الولايات المتحدة هجومًا صاروخيًّا على مطار الشعيرات، ردًّا على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في الهجوم على بلدة خان شيخون.
هذا يعني أن ضرب المنشآت الكيميائية ليس حلًّا. فما دام النظام قائمًا في مكانه سيستمر في صناعة الأسلحة الكيميائية. المطلوب حل سياسي وليس عسكريًّا.
الصعوبة التي تواجهها أنقرة في هذا الخصوص قائمة على جبهتين. فهي غير قادرة على إقناع الولايات المتحدة ولا روسيا بالحل السياسي، لأن البلدين لا يريدان حلًّا سياسيًّا في سوريا، ويعتبران هذه الأخيرة حجر أساس لمشاريعهما في الشرق الأوسط.
وهذا يعني أننا سنعيش مع الأزمة السورية وبشار الأسد لفترة قادمة، وعليه يتوجب علينا أن نجري حساباتنا وفق ذلك.
خطة تركيا
وضعت تركيا خطة بخصوص سوريا تطبقها منذ عملية درع الفرات. وجوهر الخطة يعتمد على أن تكون تركيا أكثر فعالية في سوريا. ولن تتخلى أنقرة عن هذه الخطة، وإنما ستعززها بشكل أكبر.
تتحرك أنقرة بموجب مقولة أن القوي في الميدان تكون كلمته نافذة على طاولة المباحثات.
ندعم خطة الولايات المتحدة في مكافحة الأسلحة الكيميائية، لكننا نتعاون مع روسيا في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.
ومن خلال الضربات العسكرية على سوريا أضاف أردوغان إلى الخطة عنصرًا جديدًا، وهو الحوار الوثيق مع عواصم الأزمة.
فقبل وبعد العملية على سوريا كان أردوغان الزعيم الوحيد الذي أجرى اتصالات مع كل من ترامب وبوتين وماي وماكرون.
خلال 72 ساعة تواصل مع الزعماء الأربعة، بل إنه تباحث مع بعضهم مرتين.
ومن خلال هذه الاستراتيجية، جنّب أردوغان تركيا التعرض لأضرار من الضربات العسكرية. ولولاها لكان من الممكن أن تفقد تركيا روسيا جراء دعمها الولايات المتحدة.
فاذكروا استراتيجية أردوغان هذه، لأننا سوف نسمع عنها باستمرار من الآن فصاعدًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس