ترك برس
تناول تقرير لقناة الجزيرة القطرية التغيرات التي طرأت على جزيرة "سواكن" السودانية المطلة على البحر الأحمر، بعد أعمال الترميم التي تقوم بها تركيا خلال الآونة الأخيرة في إطار اتفاق أبرمه الرئيس رجب طيب أردوغان، مع نظيره السوداني عمر البشير.
وبحسب التقرير، فإن جزيرة "سواكن" السودانية بدأت استقبال السياح من مختلف دول العالم، بالتزامن مع أعمال ترميم مكثفة تشهدها الجزيرة لإعادتها إلى ما كانت عليه قبل مئتي عام.
ويقف السياح على مباني الجزيرة ذات الطراز المعماري المتفرد، والمشيدة من الحجر المرجاني المطلي بالأبيض، وتمتاز بجمال النقوش والتصميم والمظهر.
ويرى عدد من السياح أن الجزيرة التي تبلغ مساحتها عشرين كيلومترا مربعا تحمل كثيرا من المميزات التاريخية والمعمارية إلى جانب موقعها الإستراتيجي.
https://www.youtube.com/watch?v=H5Pk5FXP1kc
وقد ساهم الاهتمام التركي بها في إعادتها إلى الواجهة من جديد، والتذكير بتبعيتها للدولة العثمانية في فترات تاريخية سابقة.
وتعمل وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) حاليا على ترميم الجزيرة التي بناها العثمانيون قبل خمسة قرون، وإعادتها إلى سابق عهدها، على أمل أن تصبح على المدى القريب قبلة سياحية ومركزا اقتصاديا هاما على البحر الأحمر.
وتقع "جزيرة سواكن"، على الساحل الغربي للبحر الأحمر شرقي السودان، عند خطي عرض 19,5 درجة شمال، وطول 37,5 درجة شرق.
وترتفع عن البحر 66 متراً، وتبعد عن الخرطوم بحوالي 560 كيلومترا، وزهاء 70 كيلومتر عن مدينة بورتسودان ميناء السودان الرئيس حاليا.
اختارها السلطان العثماني سليم الأول في 1517، مقراً لحاكم "مديرية الحبشة العثمانية"، التي تشمل مدن "حرقيقو ومصوع" في إريتريا الحالية.
ولاحقاً ضمها لولاية الحجاز العثمانية تحت إدارة "والي جدة"، ثم رفضت الدولة العثمانية ضمها إلى مصر في عهد محمد علي باشا، بل أجرتها له مقابل مبلغ سنوي، ثم تنازلت له عنها مقابل جزية سنوية في 1865.
لاذت بها جيوش "لورد كتشنر" البريطانية، بمواجهة هجمات جيوش القائد المهدوي "عثمان دقنة"، إبان عهد الحكم الثنائي الإنكليزي المصري للسودان.
بعد هزيمة الثورة المهدية، واسترداد البريطانيين للسودان سنة 1899، أنشأوا ميناء بديل في بورتسودان، وزعموا أنها مينائها غير ملائم للسفن الكبيرة.
أخذ الرئيس التركي رجب طيب زمام المبادرة فتعهد بإعادتها سيرتها الأولى، وهو ما لقي ترحيبا من مضيفه الرئيس عمر البشير.
زارها رحالة كثر، من بينهم "ابن بطوطة"، "صمويل بيكر" وغيرهما، كما زارها قادة وزعماء، من بينهم خديوي مصر عباس حلمي، واللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني في مصر.
كان مقرراً منذ أعوام، ترميم المدينة التاريخية بتمويل تركي، لكن التمويل تأخر إلى أن قدح زناده زيارة الرئيس رجب أردوغان، في ديسمبر/ كانون الأول 2017.
الرئيس أردوغان تعهد بإعادة بناء "الجزيرة التاريخية"، وعلى الفور وجه الرئيس البشير، بتكوين لجنة لمناقشة وضع الجزيرة مع أصحاب المنازل، وشراء الأرض منها وتعويضهم من قبل الحكومة الإتحادية.
وأيدت السلطات المحلية قرار "ترميم جزيرة سواكن"، وقال معتمد سواكن، خالد سعدان، إن "إعادة بناء المدينة التاريخية ينشط السياحة والاستثمارات".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!