ترك برس
كان السلطان عبد الحميد الثاني، يرعى العلماء ورجال الدين، واتسمت فترة حكمه بتقدير العلماء ودعاة اﻷمة الإسلامية، فأصبح موضع حب وتقدير من كافة المسلمين.
وفي عهده، قضى العلامة المحدث القاضي أبو النصر الخطيب، ضد السلطان عبد الحميد الثاني، في قطعة أرض، فقال له السلطان: "الحمد لله الذي أوجد في رعيتي من إذا أخطأت ردني إلى الحق".
فمن هو العلامة أبو النصر الخطيب؟
هو الشيخ محمد ناصر الدين بن الشيخ عبد القادر بن المحدث الشريف الصالح بن الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ محمد الخطيب الحسني الشافعي الدمشقي.
لقب بحافظ العصر في الشام والحجاز ومصر، قال عنه الشيخ عبد الحي الكتاني: "الدمشقي الشافعي، مسند الشام، القاضي الخطيب المحدث المعمر".
وقال أيضا: "وهو الشخص الوحيد الذي رأيته يحدث حفظا بكثير من الأحاديث متنا وسندا منه إلى رسول الله ﷺ، على كثرة من رأيته من أهل المشرق والمغرب".
ولد بدمشق، في كنف أبيه عبد القادر، الذي قرأ عليه القرآن وختمه وهو ابن سبع سنين، وحفظ من المتون ما يزيد عن 15 ألف بيت.
صعد المنبر وخطب وقرأ الدرس، وعلم الطلاب الصرف والنحو، في سن الثانية عشرة.
سافر ﻷداء فريضة الحج في عام 1270 هجرية،و هو ابن السابعة عشرة، ثم جاور المدينة المنورة ولازم علماءها، فقرأ عليه الشيخ يوسف كساب الغزى، صحيح الإمام البخاري، وغيره.
وقرأ موطا الإمام مالك وتفسير البيضاوي، ثم حج ثانية وعاد إلى دمشق، وطلب العلم من علمائها، ثم عين في حلب مدرسا في المدرسة الشعباتية.
ومنها إلى طرابلس الشام، ليسمع من عالمها القاوقجي، ثم عاد إلى دمشق، لينهل من معين علمائها.
ثم رحل إلى إسطنبول مرارا ، وتولى القضاء الشرعي مدة 20 عاما في عدد من المناطق.
وكانت مدينة يافا آخر نياباته، ثم استقر في دمشق وقد ناهز السبعين من عمره، وسكن حرستا.
توفي في دمشق في عام 1906، ودفن في مدافن أسلافه في مقبرة الدحداح.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!