أوزاي شندير – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
يمارس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه الأوقات مصارعة الأذرع الأكثر استراتيجية في حياته السياسية.
على الرغم من أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يجلس في مواجهته على الطاولة، إلا أن الذراع التي يصارعها هي ذراع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
منذ استلامه مقاليد السلطة، عمل ترامب على جعل السعودية وإسرائيل حليفين له ضد إيران.
نجح ترامب في مسعاه، وإلا لما قال رئيس الأركان الإسرائيلي لصحيفة إيلاف السعودية إن بلاده مستعدة للتعاون الاستخباري مع الرياض. ولما صرح وزير العدل السعودي السابق لصحيفة معاريف الإسرائيلية بعبارات تحمل إدانة للهجمات ضد إسرائيل.
آخر ما يريده ترامب الآن هو عرقلة استلام الأمير محمد بن سلمان مقاليد الأمور، بسبب مسؤوليته السياسية عن جريمة خاشقجي.
ولعلمه بذلك، لفت أردوغان في كلمته أمام الكتلة النيابية لحزبه الثلاثاء الماضي إلى "من أصدروا الأمر بتنفيذ الجريمة".
***
لنعد الآن بالذكرة إلى الوراء قليلًا.
قناة "إي بي سي" الإخبارية الأمريكية قالت إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو استمع إلى تسجيلات صوتية عن جريمة خاشقجي.
غير أن الخارجية الأمريكية نفت صحة هذا الخبر قائلة: "لم نستلم تسجيلًا صوتيًّا".
سألت أحد المسؤولين في القناة عن الأمر فقال: "هناك فرق ما بين الاستماع أو مشاهدة التسجيل، أو الحصول عليه".
وأضاف: "الأخبار المتناقلة في الإعلام العالمي مصدرها أنقرة وليس إسطنبول التي وقعت فيها الجريمة. وهذا دليل على أن أردوغان يلعب اللعبة بشكل جيد".
وردًّا على سؤال "في حال الكشف عن تسجيل بخصوص الجريمة ماذا سيحدث؟"، أجاب: "يدافع ترامب عن السعودية على الرغم من ضغوط الكونغرس والإعلام، لكنه يعلم جيدًّا أنه من غير الممكن حماية ولي العهد أكثر في حال الكشف عن التسجيل".
***
المكان الذي تواجه أنقرة فيه البيت الأبيض هو في الواقع سوريا. فواشنطن تريد تأسيس دولة كردية صديقة لإسرائيل، عدوة لإيران.
العائق الأكبر والوحيد أمام هذه الخطة هو تركيا. يمتلك ترامب ورقتي قضية بنك خلق التركي، ومقاتلات إف-35، في مواجهة أنقرة.
غير أن ضبط تركيا السعودية متلبسة بالجرم المشهود غير من سير الأمور. عزل بن سلمان من ولاية العهد يعني انهيار استراتيجية ترامب بالكامل.
ولهذا، على الرغم من أن ولي العهد يجلس في مواجهة أردوغان إلا أن من يمد ذراعه للمصارعة على الطاولة هو ترامب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس