نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تمكنت تركيا في الأعوام العشرة الأخيرة من دخول مصاف البلدان التي تستخدم التكنولوجيا بشكل فعال في مكافحة الإرهاب. هذا النجاح لا يشمل تصنيع الوسائط فحسب، بل يمتد إلى إعداد الموارد البشرية أيضًا.
أصبح باستطاعة تركيا تأهيل المهندسين والمحللين والتقنيين والطيارين والعناصر العسكرية والفنية الذين تحتاجهم في مكافحة الإرهاب.
بدأت تركيا تجني ثمار هذا النجاح في مكافحة الإرهاب، حيث أعلنت مصادر أمنية تحييد قادة رفيعين من تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، الأسبوع الماضي.
هناك تناقض دائمًا في الكلفة بين الإرهابيين والدول. فبينما يلجأ الإرهابيون إلى أساليب رخيصة تكون مكافحتهم مكلفة جدًّا. لا تقتصر الكلفة على النواحي المالية والعناصر الطبيعية فحسب، بل تشمل عدة مجالات منها الخسائر البشرية والجدل السياسي وضعف سلطة الحكومة وأمن المدنيين.
لهذا تعمل الدول على إيجاد أساليب وسبل جديدة تخفض الكلفة وتردع التنظيمات الإرهابية وتوفر أمن المدنيين. بدورها تبذل التتنظيمات جهودًا مشابهة وتسعى لإفشال الحكومات.
تأتي التكنولوجيا في طليعة العوامل التي توفر مزايا للطرفين. تدرك تركيا هذه الحقيقة وتستثمر بشكل كبير في التكنولوجيا والموارد البشرية من أجل مكافحة الإرهاب.
يسهم استخدام الطائرات والطائرات المسيرة التقنية والمسلحة والعناصر التكنولوجية الأخرى في الكثير من مجالات مكافحة الإرهاب.
وبينما تنخفض كلفة العمليات العسكرية تميل كفة الضغط على "بي كي كي" لصالح قوات الأمن. تحرم قدرة الطائرات المسيرة على المراقبة والرصد والقصف الإرهابيين من أكبر ميزة وهي عامل المفاجأة. على العكس، توفر لقوات الأمن إمكانية مفاجأة الإرهابيين، وتحويل هذا التفوق إلى ميزة استراتيجية.
تدفع هذه الميزات للطائرات المسيرة التنظيمات الإرهابية مثل "بي كي كي" إلى اتخاذ وضعية الدفاع عوضًا عن الهجوم. وتضيق عليها مجال الحركة في قضايا التنقل والدعم اللوجستي والتخابر والتدريب والعلاج، وتجبرها على التخفي والحركة في مجالات ضيقة.
وبذلك لا تقتصر على تكبيد التنظيمات خسائر فحسب، بل تؤثر سلبيًّا على الالتحاق بصفوفها. توفر الطائرات المسيرة في الوقت نفسه إمكانية القصف وجمع المعلومات.
لكن، إلى جانب كل هذه الميزات للطائرات المسيرة، هناك قضايا حساسة يجب عدم التغاضي عنها. التفوق التقني وحده ليس حاسمًا في مكافحة الإرهاب. لكن يمكن أن يكون عاملًا هامًّا في استراتيجية مناسبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس