ترك برك
ناقش محللون خلال برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة القطرية، الوعود التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحل الأزمة السورية بالمفاوضات أو الميدان.
وقال الرئيس التركي، السبت، إن حل المسألة السورية عبر المفاوضات أو ميدانيا، سيكون أول ما ستعمل عليه حكومته عقب الانتخابات المحلية التي تجري الأحد.
قال الإعلامي والكاتب الصحفي التركي رسول سردار أتاش إن العديد من النقاشات واللقاءات عقدت بين لجان أميركية وتركية لمناقشة الوضع في سوريا بعد الانسحاب الأميركي من هناك.
وأضاف خلال برنامج "ما وراء الخبر"، أن أميركا لم تف بالوعود التي قطعتها بشأن الانسحاب، مما دفع أردوغان إلى بحث الحلول العسكرية في المرحلة الحالية.
وأكد أتاش أن السياسة الأميركية الحالية تريد فرض دولة اتحادية في سوريا، وهو الأمر الذي تعارضه تركيا وإيران وروسيا، مشيرا إلى أن أردوغان يعتبر ذلك خطا أحمر لن يقبل به، خصوصا أن قوات الحماية الكردية تحولت إلى جيش منظم، وهو ما يمثل تهديدا لتركيا على حدودها.
واستبعد الإعلامي التركي أن تكون تصريحات أردوغان بشأن إنهاء الأزمة السورية مجرد دعاية انتخابية، "لأن هذا الموضوع يتعلق بالأمن القومي التركي، وليس مسألة يمكن حلها دون اللجوء إلى الحل العسكري". وقال إن السؤال المقلق حاليا هو: هل ستكون هناك مواجهة مباشرة بين القوات التركية والقوات الأميركية؟
وتوقع أن تلجأ الولايات المتحدة -بعد تراجعها عن الانسحاب- إلى الإبقاء على قواتها وقوات فرنسية مع قوات حماية الشعب الكردية للسيطرة على المناطق الآمنة المزمع إنشاؤها على الحدود مع تركيا.
في المقابل، قال المحلل العسكري السوري عبد الناصر العايد إن حديث أردوغان حول القضية الكردية لا يخرج عن كونه دعاية انتخابية، ويجب أن لا يغفل الجميع أن الكيان الكردي تم إنشاؤه على الحدود مع تركيا لتقويض أمنها القومي، وهو ما ترفضه أنقرة.
وأشار العايد إلى أن لدى تركيا العديد من السيناريوهات لمواجهة هذه الأزمة، وأولها نشر قوات تركية على الحدود بعمق ثلاثة كيلومترات، والثاني نشر مجموعة من العشائر العربية الموالية لتركيا على الحدود، والثالث إعادة تفعيل اتفاقية أضنة التي وقعتها تركيا مع سوريا منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهو ما تروج له روسيا شرط أن تعيد تركيا الاعتراف بشرعية الأسد.
وحسب العايد فإن الوضع الإقليمي سينعكس سلبا على قرار تركيا إذا قررت المضي في العمل العسكري ضد الأكراد، خصوصا أنها لا تعرف وجهة نظر إيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!