ترك برس
شدّد نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فوكين، على أن الأتراك أظهروا ثباتا وصمودا أمام الضغوط الهائلة من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالأخص فيما يتعلق بمشروع صواريخ "إس-400" للدفاع الجوي، وإن "هذا يعني الكثير".
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة (RT)، ردًا على سؤال "اللافت في موضوع إس-400 أن تركيا غير مكترثة بالمعارضة الأمريكية لهذه الصفقة.. ونحن على علم بوجود عدد من الدول العربية الراغبة في الحصول على هذه المنظومات.. هل هذه الدول تتحدث معكم بنفس اللغة كما تركيا؟".
وقال فوكين: "لقد أصبتم بملاحظتكم هذه، فربما هذا الموقف الثابت لشركائنا الأتراك يستحق الإعجاب. فهم أظهروا ثباتا وصمودا أمام الضغوط الهائلة من الولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص فيما يتعلق بمشروع "إس 400" وهذا يعني الكثير.
فالمنظومة هي الأحدث ولا نظير لها في العالم، ومخصصة لتدمير جميع الأهداف الهجومية الجوية المعاصرة الموجودة اليوم وحتى المستقبلية منها. إذ يمكنها أن تدمر الأهداف الطائرة بسرعة أربعة آلاف وثمانمئة متر في الثانية، أي الأهداف التي لم تُصنع بعد.
ويمكن لهذه المنظومة أن تدمر جميع الأهداف الإيروديناميكية، أي الطائرات وغيرها من الأجهزة الطائرة المصممة بطريقة إيروديناميكية، وكذلك الصواريخ البالستية ورؤوسها القابلة للانفصال والصواريخ المجنحة وغيرها، من الأهداف التي سيتم صنعها في المستقبل.
إن هذه المنظومة فريدة، فهي في دقتها ومواصفاتها التقنية والتكتيكية وفعاليتها القتالية تتفوق على مثيلاتها إن وجدت. أي أنها تتفوق على جميع المنظومات الموجودة اليوم لدى الغرب. إضافة إلى ذلك لدى هذه المنظومة ميزة أخرى، فهي تنافس المنظومات الغربية بالسعر.
وبالتالي لا يمكن للدول الأخرى أن تتجاهل ذلك. وأعتقد أن تركيا قد اتخذت الخيار الصائب. ويبدو لنا، وهنا أجيبكم على الشق الثاني من سؤالكم حول رغبة دول أخرى بالحصول على هذه المنظومة، نعم ترغب بذلك ليس دول منطقة الشرق الأوسط فحسب.
وتجري اتصالات بهذا الشأن، فبعض الدول تدرك تماما من أين تأتي الأخطار والتهديدات، وتعلم أن مفاهيم مثل السلام والاستقلال ووحدة الأراضي والسيادة أصبحت في الآونة الأخيرة مفاهيم هشة ولا بد من حمياتها.
وانطلاقا من خبرة السنوات العشرين الأخيرة يدرك الجميع أنه يمكن للدولة أن تشعر بالأمن فقط في حال كانت مزودة بمنظومات حديثة مضادة للصواريخ. بالتالي نرى اليوم بوادر لذلك، ونجري اتصالات بهذا الشأن".
وفيما يتعلق بالتعاون بين تركيا وروسيا في محافظة إدلب السورية، قال المسؤول الروسي: "لقد أنشأنا هذه المنطقة مع شركائنا الأتراك، ووضعنا أيضا ضمن منطقة خفض التوتر ما يسمى بالمنطقة المنزوعة السلاح بهدف سحب الأسلحة الثقيلة وخروج المسلحين الراغبين في ذلك.
نعمل اليوم عن كثب مع شركائنا الأتراك لتنظيم الدوريات في منطقة خفض التوتر وتنسيق عملها من قبل القوات الروسية والتركية معا. وآمل أن نتمكن من التقدم في هذا الملف، بما في ذلك هذه المنطقة".
وأردف: "إن علاقاتنا اليوم مع تركيا جارتنا والشريكتنا ترتقي إلى الأفضل في كل المجالات الممكنة، في السياسة والاقتصاد وبالتأكيد في التعاون العسكري التقني. نتعاون في المجال العسكري حيث يوجد لدينا إطار محدد.
وفي سوريا، فبدون التعاون مع تركيا، والتي هي بالمناسبة إحدى الدول الضامنة لمنصة أستانا، كان من المستحيل حل جزء من مسائل التسوية السياسية في سوريا، والمتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، والتسوية السياسية مع الأخذ بالاعتبار التأثير المعروف للجانب التركي على قسم من المعارضة.
وتتطور علاقات التعاون بيننا بصورة كبيرة في المجال العسكري التقني، فأنتم ربما على علم بمنظومة "إس 400" الصاروخية الروسية حيث سيجري في القريب توريد الجزء الأول منها. هذا إضافة إلى تعاوننا في مشاريع أخرى أيضا".
وعن التطورات في شرق الفرات، قال العسكري الروسي: "بالفعل لا تزال منطقة الضفة الشرقية لنهر الفرات غير هادئة. تأكيد الولايات المتحدة أنها قضت على داعش لا يتطابق تماما مع الواقع فبقايا العصابات المسلحة وبنيتها التحتية لا تزال موجودة، وتؤكد هجمات الإرهابيين من حين لآخر ذلك.
نعتقد أنه ينبغي وقف تأييد المسلحين وإعطاء الفرصة للقوات الحكومية السورية لاستعادة السيطرة على أراضيها من العصابات. إن لم يتحقق ذلك لن يتلاشى، بالطبع، خطر احتمال عودة داعش إلى هناك. علينا جميعا إدراك أنه كلما توقف دعم الإرهابيين، تبددت أسباب قلقنا بشأن عودة الإرهاب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!