خلود عبد الله الخميس - العرب القطرية
انتهت قمة الملك سلمان والرئيس أردوغان الاثنين الماضي بالاتفاق على ضرورة زيادة الدعم المقدم للمعارضة السورية بشكل يفضي إلى نتيجة ملموسة.
إنه العهد الجديد, عهد الملك سلمان, تتطلع إليه المنطقة وهو الأمر الذي يحدث كلما تغير شخص الحاكم في نظام ما, وأرى أن هناك بالفعل تغيرات بتغير الأشخاص بينما هناك أسس, كما أعلن عنها الملك سلمان ذاته في خطابه للشعب السعودي, أن عهده يسير على خطى مؤسس المملكة بقيمها ومبادئها, وتبقى التغيرات تحوم حولها.
السبت الماضي بدأت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية نستطيع أن نسميها تاريخية في ظرف مفصلي تمر فيه الأمة والأقليم, وعلى طاولة الشعوب الكثير من الأمل الذي أحالوه لتوقعات مسندها تحليلات, في القمة السعودية – التركية.
كتب جاهد توز الباحث في مركز البحوث الاستراتيجية في أنقرة وأحد المقربين من الحكومة التركية, أن هناك إشارات للتغيير مثل تلطيف لغة التصريح في شأن جماعة الإخوان المسلمين, وقرارات داخلية بلغت الأربع والثلاثين»
أتفق مع «توز» في بعض ما جاء في مقاله الذي نشر في «الجزيرة نت التركية», وخصوصاً في جزئية أن حلفاء السعودية مثل أميركا ودول في الغرب ستتدخل في تفاصيل أي تغيير آت، وما زيارة الأمير شارلز للسعودية مرتين خلال 16 يوما إلا رسائل من بريطانيا بتأثيرها على السعودية.
يرى الباحث أن العلاقات التركية - السعودية ضرورة لحاجة الإقليم خاصة بوجود ملفات مهمة للتعاون مع ازدياد النفوذ الإيراني, كملف اليمن, سوريا, والمتطرفين, وأن العلاقة الإيجابية بين الدولتين ستحقق فرصة كبيرة لحل أزمات العالم الإسلامي, وستحجم من تأثير إيران وروسيا في الإقليم, وتؤثر على التقارب الأميركي الإيراني, لكن لا يجب أن يُفهم التعاون التركي - السعودي أنه سني ضد الشيعة, بل بداية لحل أهم ثلاث ملفات في الإقليم السوري واليمني للتمكن من حل ملف التطرف ثم بعد ذلك ملف خطر الحرب بين الشيعة والسنة, وذلك ترتيباً, واستخدام تأثير إيران كدولة كبيرة لها علاقاتها الدولية في تلك الملفات بدلاً من التعامل معها عنصرياً ودينياً, بل تعاون إقليمي سياسي مشترك.
وقد اختلف مع الكاتب في هذه الجزئية, فإيران تمثل أحد أسباب التوتر والصراع في المنطقة ممتطية المذهب الديني, بينما العنصرية القومية الفارسية لا مكان لها في الإسلام, الذي لم يفضل عربي على أعجمي إلا بالتقوى.
إيران لديها أطماع توسعية منذ أن أسس إسماعيل صفوي دولته الشيعية على أشلاء علماء أهل السنة الذين رفضوا أن يرتدوا عن مذهبهم وأن يدخلوا في المذهب الشيعي حفاظاً على حياتهم وسلامة أسرهم, المتتبع للسياسة الإيرانية يعرف تماماً أن السياسة تتطلب التعامل معها, ولكن بحذر.
المفترض بعد نهاية زيارة الرئيس أردوغان لأخيه الملك سلمان أن تتضح بعض الرؤى للكثير من التوقعات التي ملأت الأفق وتخللت الإعلان عن تلك الزيارة.
وفي رأيي أن المنطقة تتطلب توازنا في القوى يعيد لها الثبات بعد تأرجح, وهذه منهجية سياسية ليست من ابتداع مرحلة ما, بل هي أمر يتطلبه الواقع كلما هيمنت كتلة وظلمت كفة كفة.
كلنا عاصر سيطرة قوة عظمى واحدة على العالم, سياسيا واقتصاديا, بعد نهاية الحرب الباردة, وكيف كانت القرارات كلها لا تمر إلا بعد أن تسمح بها أميركا, لذلك فإن الحلف التركي - السعودي اليوم بات مطلباً بل ضرورة لإعادة هيبة الشرق الأوسط, وآن للخليج أن يفكر في مصلحته، فقد أهدرت المجاملات ما أهدرت من مال ودماء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس