ترك برس
استعرض تقرير لوكالة الأناضول التركية آراء عدد من الخبراء حول عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري في شرق نهر الفرات، ضد ميليشيات انفصالية مدعومة من الدول الغربية.
وبحسب الأناضول، أجمع خبراء ودبلوماسيون سابقون على أن من حق تركيا، بموجب القانون الدولي، العمل على ضمان سلامتها في مواجهة الإرهاب، وأن عمليتها العسكرية الراهنة شمالي سوريا تملأ الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة.
وأطلقت أنقرة، الأربعاء الماضي، عملية "نبع السلام" شرق نهر الفرات؛ لتأمين الحدود التركية، وضمان سلامة أراضي سوريا، بالقضاء على تنظيمي "PKK" و"داعش" الإرهابيين، وضمان عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم.
ونقلت الوكالة عن شاستري راماشانداران، خبير هندي بالسياسة الخارجية، قوله إن دعم الإرهابيين تحت ستار محاربة "داعش" هو أمر غير مقبول، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة "PKK - YPG" الإرهابية.
وأضاف راماشانداران: "لا أحد يستطيع أن يعترض على موقف تركيا.. في أعقاب القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا، لم يعد أمام تركيا خيار سوى ملء الفراغ الناتج عن هذا التطور".
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، أن واشنطن نقلت 50 عسكريًا أمريكيًا من مناطق في سوريا تنفذ فيها تركيا عملية "نبع السلام".
وقال ترامب عبر "تويتر: "القتال بين الجماعات المختلفة مستمر منذ مئات السنين. الولايات المتحدة يجب أن لا تكون في الشرق الأوسط.. أخرجنا جنودنا الخمسين".
وفق سعيد نقفي، وهو صحفي وخبير هندي بشؤون الشرق الأوسط، فإن ترامب "أفشى السر".
وأوضح نفقي أن ترامب "يريد أن تدخل تركيا وروسيا وإيران (إلى سوريا).. هذه ببساطة سياسة عدم التدخل (الأمريكية). وقد تساءل ترامب: هل يجب أن تكون (محاربة الإرهاب) مسؤوليتي أنا فقط (؟!)".
وشدد شمشاد أحمد خان، دبلوماسي باكستاني سابق، على أن تركيا لها كل الحق في ضمان سلامتها الإقليمية.
وتابع أحمد خان: "تركيا صديق حقيقي لباكستان (...) كباكستانيين نشعر بتضامن تام مع تركيا وشعبها".
متفقًا مع راماشاندران، قال كالول بهاتشارجي، كاتب بصحيفة "ذا هندو": "في الشؤون الدولية لا يُسمح أبدًا باستمرار فراغ السلطة".
وأردف بهاتشارجي "إطلاق العملية (التركية) ضد "PKK - YPG" بعد فترة قصيرة من إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة هو علامة على هذه الحقيقة الدائمة".
وتابع: "نبع السلام هي أكثر الحملات العسكرية الحاسمة في ساحة المعارك السورية في السنوات الأخيرة، ومن الواضح تمامًا أن الولايات المتحدة وإيران والقوى الإقليمية الأخرى قدمت دعمًا ضمنيًا للعملية لتأمين مصالح تركيا على المدى الطويل".
قال ميان أبرار، صحفي مختص بقضايا الإرهاب في جنوبي آسيا ويقيم في باكستان، إن العملية التركية "ستعمل على إزالة الجيوب المتبقية للجماعات الإرهابية، مثل داعش وPKK".
وأضاف أبرار أنها "خطوة حكيمة لإحباط مخططات بلقنة (تقسيم) سوريا، والمساعدة في استعادة السيادة السورية".
واستطرد: "تركيا تعلمت من تجربة باكستان، التي عانت كثيرًا بعد الحرب الأفغانية.. واجهت باكستان أوقاتًا عصيبة بسبب الآثار غير المباشرة للإرهاب".
وأردف بقوله: عملية "نبع السلام" ستفتح آفاقًا جديدة لتحالف إقليمي بين تركيا وروسيا وإيران وباكستان والصين ودول آسيا الوسطى ضد الإرهاب، وخاصة داعش وPKK وطالبان".
شدد راماشاندران على أن تركيا كانت ضحية للتنظيمات الإرهابية، والعمليات التركية تتفق مع حق أنقرة في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وأضاف: "سقط ما لا يقل عن 300 قتيل في عمليات داعش داخل تركيا.. وقعت تفجيرات انتحارية وهجمات مسلحة واستهداف لمدنيين".
وتابع أن محاربة تركيا للتنظيمات الإرهابية، بما فيها "PKK - YPG"، "ليست بالأمر الجديد".
ومضى قائلا إن "PKK - YPG" مسؤولة عن قتل 40 ألف شخص داخل تركيا، بينهم نساء وأطفال.. ومعارك تركيا الحالية (نبع السلام) جزء من حرب مستمرة منذ ثلاثين عامًا ضد إرهاب تلك القوات".
و"PKK - YPG" مدرجة كمنظمة إرهابية من جانب تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
حث راماشانداران القوات التركية على "الحرص على عدم سقوط قتلى أو جرحى بين المدنيين أثناء عملياتها، حتى لو كانت أضرارًا جانبية".
وأعرب بهاتشارجي عن خشيته من أن تتسبب "نبع السلام" في نزوح عدد كبير من المدنيين.
وأكدت أنقرة أنها تضع حماية المدنيين نصب أعينها، وأن أحد أهداف العملية هو ضمان عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم.
ووفقًا للأمم المتحدة، تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم بنحو 3.5 مليون لاجىء منذ 2011.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي، إن "هدف تركيا هو التأكد من أن الجميع يمكنهم العودة إلى ديارهم بعد عملية نبع السلام الهادفة إلى تطهير شمالي سوريا من الإرهابيين.. ولن نقبل أن يتضرر أي شخص، خاصة المدنيين".
لتركيا حدود تمتد لمسافة 911 كم مع سوريا، واشتكت مرارًا من تهديدات الإرهابيين شرق نهر الفرات، وتشكيل "ممر إرهابي" في تلك المنطقة.
وتعتزم أنقرة إعادة توطين مليوني سوري في منطقة آمنة مقترحة بعرض 30 كم في سوريا، تمتد من نهر الفرات إلى الحدود العراقية، بما في ذلك منبج.
ووجود جماعات إرهابية، مثل "PKK" و "YPG - PYD"، يشكل خطرًا على تلك المنطقة.
ومنذ 2016، حررت تركيا أربعة آلاف كيلومتر مربع شمال غربي سوريا من جماعات إرهابية، في عمليتين منفصلتين عبر الحدود، هما "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، للقضاء على تهديدات إرهابيي "داعش" و"ي ب ك"، الامتداد السوري لـ "PKK".
وتؤكد أنقرة أن العمليتين تتماشيان مع حقها في الدفاع عن النفس، بموجب القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن، خاصة القرارات 1624 (2005)، 2170 (2014) و2178 (2014)، إضافة إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مع احترام السلامة الإقليمية لسوريا.
وخلال عملية "درع الفرات"، حيدت القوات التركية ثلاثة آلاف و60 إرهابيًا من "داعش".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!