ترك برس
تشهد تركيا، اليوم الأحد، إطلاق أول غواصة مصنوعة بإمكانات وقدرات محلية، إلى جانب وضع حجر أساس سفينة أخرى مصنّعة هي الأخرى أيضاً بقدرات محلية.
الغواصة "بيري رئيس"، التي ستبحر اليوم في المياه التركية، تعدّ أول غواصة محلية الصنع، وسيتم تدشينها خلال مراسم رسمية تقام في مقر القيادة العامة لأحواض بناء السفن بمدينة "كولجك" التركية، بولاية قوجايلي، بمشاركة رئيس البلاد رجب طيب أردوغان.
وجرى بناء الغواصة محلية الصنع في إطار مشروع محلي، يهدف إلى المساهمة في زيادة قدرات البحرية التركية وتطوير الصناعات الدفاعية التركية في مجال صناعة الغواصات، بحسب تقرير لوكالة "الأناضول".
الحفل يشمل أيضا وضع حجر الأساس لمشروع بناء سفينة "سيدي علي رئيس"، محلية الصنع، والتي ستكون خامس سفينة حربية تركية يجري بناؤها بإمكانات محلية.
وفي إطار مشروع بناء غواصات ذات نظام دفع مستقل بإمكانات محلية، تعتزم البحرية التركية بناء 6 غواصات، تعتبر غواصة "بيري رئيس" واحدة منها.
وفي الوقت الذي تقوم فيه البحرية التركية بإطلاق غواصة "بيري رئيس"، تواصل الطواقم المختصة بالعمل على إتمام بناء غواصة "خضر رئيس"، بالتزامن مع استمرار العمل في تصنيع الغواصتين الثالثة والرابعة.
ويهدف مشروع بناء غواصات جديدة محلية الصنع لصالح البحرية التركية، والذي تنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية في القوات المسلحة التركية، إلى تزويد البحرية التركية بـ 6 غواصات ذات قدرات عالية على تنفيذ عمليات طويلة بسرعة عالية، وقدرة على تحييد الأهداف البرية والبحرية.
ومن المقرر أن تدخل الغواصة "بيري رئيس" الخدمة عام 2022، على أن يتم تشغيل الغواصات الخمس الأخرى، والتي تستمر أعمال بنائها في إطار المشروع المذكور، اعتبارًا من عام 2027، ما يضمن رفع جاهزية وقدرات البحرية التركية.
ويبلغ طول الغواصة 68.35 متراً بقطر خارجي يبلغ 6.3 أمتار، فيما يبلغ وزنها 1850 طن، وتتسع لـ 40 فردًا.
تعتبر الغواصات التي تُعرف باسم "Type-214" وتتمتع بالقدرة على القيادة بشكل مستقل بفضل تقنية خلايا الوقود، الأولى من نوعها ضمن ملاك البحرية التركية.
كما أن الغواصات مجهزة بأسلحة ضد الأهداف البرية والبحرية، وتمتلك قدرات عالية في مجال إطلاق مختلف أنواع الطوربيدات والصواريخ وزراعة الألغام.
ويعد مشروع إنتاج غواصات جديدة بإشراف شركة (Thyssen Krupp Marine Systems) العاملة في مجال صناعة السفن البحرية والغواصات، مشروعًا مهمًا من الناحية الاستراتيجية.
كما يساهم المشروع في نقل أحدث تقنيات بناء السفن إلى تركيا، وتطوير البنية التحتية وتدريب الموظفين الفنيين في مجال صناعة السفن وتشغيل منصات الغواصات.
وتشارك في بناء الغواصات مجموعة من الشركات المحلية وهي شركة أسلسان (ASELSAN)، وهافلسان (HAVELSAN) للصناعات الإلكترونية الجوية، وميلسوفت (MilSOFT)، و(STM) للتقنيات الدفاعية، و"قوج بيلكي" (Koç Bilgi)، ومؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية "توبيتاك" (TÜBİTAK)، و"أيه ساش" (AYESAŞ).
وتساهم مشاركة الشركات المحلية التركية في هذا المشروع، في زيادة الخبرات المحلية في مجال صناعات الغواصات، وضمان مشاركة هذه الشركات في مشروع الغواصات المحلية (MİLDEN)، والذي تعتزم البحرية التركية إطلاقه في المرحلة المقبلة.
وضمن إطار المشروع، ساهمت شركة هافلسان في تطوير أهم الأنظمة في الغواصة وأكثرها حساسية وفق متطلبات البحرية التركية.
حيث تضم الغواصة الجديدة (بيري رئيس) نظام توزيع معلومات ونظام برمجيات مدمجة يتضمن نظام تكامل سلس مع 105 وحدات مختلفة داخل الغواصة، جرى تطويرهما من قبل هافلسان عام 2011.
كما تضم الغواصة أنظمة مختلفة، بينها القدرة على تسجيل البيانات لمدة 50 يومًا على الأقل، وقد ساهم 111 من المهندسين والفنيين والخبراء الأتراك في تطوير هذه الأنظمة لصالح المشروع.
وجرى تسجيل العلامات التجارية لنظام توزيع معلومات الغواصة عام 2014 وتم تقديم طلب للحصول على براءة الاختراع عام 2015.
بدورها، ساهمت شركة "أسلسان" التركية الرائدة في مجال الصناعات العسكرية والإلكترونية، في مجموعة من أنظمة الاتصالات العسكرية في إطار مشروع الغواصات الجديدة.
وتضم الغواصة الجديدة، أنظمت اتصالات تكشف أسلسان النقاب عنها لأول مرة، حيث توفر هذه الأنظمة اتصالات متكاملة للاتصالات الخارجية والداخلية والاتصالات الصوتية وتبادل المعطيات، بما في ذلك روابط البيانات التكتيكية ونظم الاتصالات الساتلية، ونظام التعريف والتعرف على الأهداف المعادية ونظم التحكم في الاتصالات ونظام تشغيل الرسائل، ومعدات اتصالات الطوارئ، ونظام توزيع الطاقة، وغيرها من الأنظمة الأخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!