محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما تمثل الهجمات الدامية لروسيا والأسد الوجه الأول للأزمة الإنسانية في إدلب، تشكل العلاقات القذرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع التنظيمات الإرهابية وصمتهما على المجازر الوجه الآخر من الأزمة.
تتصدى تركيا بموقفها العسكري والسياسي والإنساني لهذين التيارين، اللذين يلطخان عالمنا ويحيلانه إلى مكان لا يصلح للحياة، وتسعى إلى فضحهما.
كما أنها تدعو الغرب للالتزام بالقيم الإنسانية التي يتباهى بها. وهذا ما تقعله من خلال فتح أبوابها أمام اللاجئين الراغبين بمغادرتها.
أصبحت حشود اللاجئيبن أمام الحدود اليونانية حجر محك للاتحاد الأوروبي. من المؤكد أن هناك غربيون ما يزالون يتبنون القيم الإنسانية لكن للأسف الغالبية العظمى من اليمين واليسار أصبحوا أعداء للمهاجرين والأجانب.
عوضًا عن سعي مسؤولي الاتحاد الأوروبي، وفي طليعتهم رئئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، لإيجاد حل، فضلوا توجيه الاتهامات إلى تركيا.
قبل أيام تحدثت مع السفير التركي الجديد في براغ أغمان باغيش، عن موقف الاتحاد الأوروبي، الذي يدعي أنه مهد حقوق الإنسان والحريات.
وقال باغيش، الذي كان أول وزير تركي لشؤون الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد لم يكن متحمسًا لتركيا في أي قضية ولم يفِ بمسؤولياته تجاهها.
وأضاف باغيش: "استضافت تركيا ملايين اللاجئين في الأعوام السبعة الأخيرة، وتحملت عبئهم المالي والعاطفي. لكن للأسف لم يرغب أصدقاؤنا الأوروبيون في تقاسم هذا العبء رغم تحذيراتنا.
فقدنا الأسبوع الماضي 37 من أبنائنا في إدلب السورية حيث نسعى لتحقيق السلام والاستقرار. وفي نفس الفترة نزح إلى حدودنا قرابة مليون ونصف مليون لاجئ.
وصلت مشكلة اللاجئين إلى حد لا نستطيع مواجهته بمفردنا. من حق اللاجئين ترك البلد بموجب القانون الدولي، وهم يريدون مغادرة تركيا.
لا يستطيعون العودة إلى بلادهم لأنهم يخافون من الأسد الديكتاتور في سوريا. اتخاذ قرار بخصوص الخطوات التالية هو مهمة القادة الأوروبيين".
وأوضح باغيش أن قبول اللاجئين ليس حلًّا، وأن البحث عن الحل يجب أن يكون في سوريا، مضيفًا: "لا يكمن الحل في ذهاب اللاجئين إلى أوروبا أو بقائهم في تركيا وإنما في عودتهم إلى بلادهم"
وتابع: "لكن يجب إنشاء منطقة آمنة لا يُقتل فيها هؤلاء الناس. يتوجب على المجتمع الدولي أن يقنع صناع القرار بخصوص سوريا".
ومضى قائلًا: "هناك أمر آخر يتوجب على قادة الاتحاد الأوروبي أن يعلموه، وهو أنه إن لم يكن أهالي إدلب آمنين فلن يكون سكان باريس في مأمن".
إن لم تستغل بلدان الاتحاد الأوروبي هذه الفرصة من خلال اتباع سياسة جديدة فإن الحكومات في الكثير من البلدان ستنهار وستصبح أوروبا "الرجل المريض" في عصرنا الحالي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس