إبراهيم كاراغول – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
إذا ما كتب لإيران النجاح في سورية واليمن فإنها لن تنتظر أكثر من عام لتثير المشاكل في دول الخليج. وسجلوا ذلك إذا أردتم ستكون الدول المطلة على خليج البصرة معرضة للتهديد الإيراني وقد تتعرض للعدوان المباشر. وسجلوا أيضاً أن الهدف النهائي من ذلك ستكون المملكة العربية السعودية. ولن تمضي سنة قبل أن يبدأ الشيعة في السعودية بالتحرك وربما تتسبب إيران ببدء حرب أهلية في المملكة.
ولذلك فإن الذين يقعون تحت التهديد الإيراني اليوم هم دول خليج البصرة والمملكة العربية السعودية حتى وإن كانت الحرب العربية الإيرانية أو السنية الشيعية قد بدأت في اليمن. وبناء عليه فإن الحرب التي بدأتها المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي في اليمن هي حرب للدفاع عن النفس. حيث أنه لا يوجد أي دولة تقف مكتوفة الأيدي تجاه تهديدات من هذا النوع. وهذا المسألة لا ترتبط بالدفاع الأعمى عن السعودية أو إيران وإنما هي أمور واقعة. ويجب على المنطقة بأكملها أن تستيقظ وتقف ضد هذه الخطط التي تهدف إلى جر المنطقة إلى عشرات السنين من الحروب. فإذا نجحت خطط الاحتلال التي تقودها إيران فإن المنطقة ستعاني داماراً لم تعانه في الحرب العالمية الأولى.
خطأ المملكة العربية السعودية الكبير
أخطأت المملكة السعودية خطأ كبيراً في الموضوع المصري. حيث لا يمكن تلافي ذلك القِصَر في النظر. فقدت مولت الانقلاب على الاخوان المسلمين وكسرت أكبر حركة ثورية يمكن للعالم العربي أن يعيشها, وبذلك فقد وضعت نفسها موضع الفريسة أمام إيران. علماً أن دول المنطقة كان بإمكانها أن تتصالح مع الإخوان المسلمين وأن تستفيد من قواتهم الممتدة من السودان إلى سورية. وبناء عليه فإن إيران كانت هي الرابحة من الإنقلاب في مصر.
لم يفت الوقت بعد, يمكن للسعودية أن تصلح ذلك الخطأ, ويمكن لها أن تقوي موقفها وأن تجد حلاً في مصر, ويمكن لتركيا أيضاً أن تعينها في هذا الأمر. ولكن هل سيفعلون ذلك؟ لست متأكداً. ولكنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليس من الممكن إيقاف التوسع الإيراني. وسيكون وثوقهم بالقوى الغربية خطأً تاريخياً إذا ما فعلوا ذلك.
التدخل في سورية والحرب العربية الكردية
ستكون الحملة الكبيرة الثانية التي يجب عملها هي إنهاء المسألة السورية. أي دعم المعارضة وتأمين قوة كبيرة لهم تمكنهم من الوقوف في وجه إيران في ذلك البلد. فإن لم يفعلوا ذلك فإن إيران التي وصلت إلى البحر الأحمر عبر اليمن لن تجد قوة تقف في وجه وصولها إلى البحر المتوسط.
أكبر عدو لدول المنطقة هو ضيق الأفق الجيوسياسي.
وفي هذه المرحلة فإن التحالف الدولي ضد داعش لا يفعل شيئاً سوى تنظيف المنطقة وفتح الطريق أمام توسع طهران. فداعش هي العقاب على إبطال دور الإخوان المسلمين من قبل الإدارة السعودية. ونتحدث هنا عن انعدام البصيرة والذي نتج عنه أن لا ترى السعودية أنها تفتح الطريق أمام قوى مثل داعش لملء الفراغ الذي تركته المعارضة الشرعية التي لم تدعمها السعودية.
سأذكركم بشيء آخر: لم تكن داعش على حرب مع الأكراد في الوضع الطبيعي. بل كانت معادية لإيران وللقوات الموالية لها. ولكن هناك من غير مسار داعش فجأة ودبّر للبدء بحرب عربية كردية عبر استخدامه للتنظيم. وأعتقد أن إيران هي التي دبرت هذه الخطة الذكية. وعلاوة عليه أعتقد أيضاً أن إيران تقف وراء الإرهابيين الذين قاموا بالأحداث في الداخل التركي في فترة عمليات عين العرب.
الدواء الوحيد هو تركيا
لم أكتب هذا المقال لمعارضة إيران أو لدعم السعودية. يوجد في تركيا نوع من التعصب الأعمى الذي يشل بصيرة الجميع. ويتم تسويق الأفكار حول هذه الحرب المذهبية القائمة بناء على ذلك التعصب. يجب على الجميع أن يفتح عيونه وأن يتمتع ببعد النظر ويخطط للخطوات التالية.
أخذت تركيا موقفاً جيداً في هذا الموضوع. وقد وضح تصريح وزارة الخارجية بأننا ندعم العمليات ذلك. وكانت دعوة أردوغان إيران والتنظيمات الإرهابية إلى الانسحاب علامة على فهم الخطر المحدق. فالتهديد الإيراني لدول الخليج سيتبعه تهديد مشابه لتركيا بعد فترة. علماً أن تركيا مستهدفة الآن عبر سورية بطبيعة الحال.
تعيش المنطقة حرباً هي الأولى على مستوى المنطقة منذ حرب الخليج عام 1991 . حيث تتدخل 10 دول بشكل مباشر في اليمن. كيف سيكون الرد الإيراني؟ لننتظر.
ولكن التدخل في اليمن يُشعر بأنه من الممكن أن يحدث تدخل مماثل في سورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس