ترك برس

أعلن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ذو الغالبية الكردية أسماء مرشّحيه في الانتخابات البرلمانية القادمة أمس الثلاثاء، وقدّم أسماءهم للجنة العليا للانتخابات.

وتتضمّن قائمة مرشّحي الحزب أسماءً من قيادات المجتمع العلوي التركي ومواطنين أتراك من أصول أرمنيّة. ومن بين الأحزاب الأربعة المتقدّمة للانتخابات، رشّح حزب الشعوب الديمقراطي العدد الأكبر من النّساء بواقع 268 مرشّحة من أصل 550 مرشّح، يليه حزب الشعب الجمهوري بـ103 مرشّحات.

العتبة الانتخابية قاب قوسين أو أدنى

يمثّل حزب الشعوب الديمقراطي حاليًا الواجهة السياسية للأكراد في تركيا، وكان الحزب قد دخل سباق الانتخابات سابقًا بمقاعد لأعضاء مستقلين، في إطار سعيه لتخطّي العتبة التي يحدّدها القانون الانتخابي لدخول البرلمان ككتلة حزبية وهي 10 بالمئة من الأصوات، إلا أنّ الحزب سيدخل انتخابات 7 حزيران/ يونيو القادمة لأول مرة كحزب واحد.

وينطوي قرار الحزب دخول الانتخابات بشكل موحّد على سلبيات وإيجابيات. فمن جهة إذا لم يتمكّن الحزب من تحصيل 10 بالمئة من الأصوات في الانتخابات القادمة، فإنّه لن يكون له تمثيل في البرلمان. ومن جهة أخرى، فإنّ عدد أعضاء الحزب في البرلمان وهو 35 نائبًا سيتضاعف على الأقل في حال تمكّنه من تخطّي العتبة الانتخابية.

وعلى الرغم من أنّ عددًا من المراقبين وصفوا عتبة 10 بالمئة من الأصوات بأنّها هدف صعب لحزب الشعوب الديمقراطي، فإنّ الرئيس الثاني للحزب صلاح الدين ديميرطاش يعتقد غير ذلك. فقد صرّح مؤخرًا بأنّ الحزب سيتمكّن من "كسر العتبة الخيالية" في الانتخابات القادمة. وكان ديميرطاش قد حصل على 9,76 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2014، والتي يعتقد أنّ الحزب سيتمكن من الحفاظ عليها والحصول على المزيد من الأصوات.

استراتيجية جديدة للانتخابات القادمة

مع احتفاظ حزبه بقاعدة صلبة من الأصوات في شرقي تركيا، يسلّط ديميرطاش أنظاره على الأصوات من الغرب، بترشّحه للدائرة الانتخابية الأولى في إسطنبول. ويرى الزعيم الكردي أنّ عددًا من الناخبين الذين صوّتوا له في الانتخابات الماضية هم من غرب تركيا، على الرغم من احتمال تغيّر مكان قاعدته الانتخابية منذ ذلك الحين. وكان ديميرطاش قد ترشّح عن مدينة هكّاري جنوب شرقي تركيا في الانتخابات البرلمانية عام 2011.

كما ترشّح عن حزب الشعوب الديمقراطية في الدائرة الانتخابية الأولى في العاصمة أنقرة سرّي سريّا أوندر، السياسي البارز في الحبز وعضو لجنة إمرالي التي تسهّل التواصل بين الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني المحظور، عبد الله أوجلان المسجون مدى الحياة في جزيرة إمرالي.

وسبق أن شارك أوندر في مظاهرات غيزي بارك في عام 2013، وتمّت معالجته إثر إصابته بعبوة من الغاز المسيل للدموع، ممّا جعله شخصيّة معروفة في ذلك الوقت بين الشباب، وخاصة في غرب تركيا. ومع الاستراتيجية الجديدة للحزب، والتي تغطّي أكبر مدينتين في البلاد، إسطنبول وأنقرة، تبدو فرصة الحزب في تحصيل أصوات النّاخبين أكبر من أي وقت مضى.

كما ترشّح الرئيس الثاني للحزب فيغين يوكسيكداغ عن مدينة فان جنوب شرقي تركيا. ونواب الرئيس إدريس بالوكين وبروين بولدان، الأعضاء في لجنة الحزب، عن مدينتي ديار بكر وبينغول شرقي تركيا.

هل يستمر تأثير اضطرابات كوباني

يرى محلّلون أنّ حزب الشعوب الديمقراطي ربّما يكون قد خسر عددًا من أصواته بسبب فشل عدد من نوّابه في إدارة مظاهرات 6-7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي التي خرجت تأييدًا لدعم المقاتلين الأكراد في عين العب (كوباني) شمال سوريا. واعتُبِرت تصريحات ديميرطاش في تلك الفترة مسبّبًا رئيسيًا في رفع حدّة التوتّر والاضطرابات التي صاحبت تلك المظاهرات. ممّا أثار تساؤلات حول جديّة التزامه بعملية السلام.

ومن الجدير بالذكر، أنّه يحق للأحزاب السياسية في تركيا أن ترشّح 550 شخصًا لخوض الانتخابات، وأنّ حزب الشعوب الديمقراطي قد رفع إلى الآن 543 اسمًا لمرشّحيه إلى اللجنة العليا للانتخابات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!