ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن عشرات آلاف الأطفال السوريين الذين لجأوا إلى أوروبا، تم اختطافهم من قبل جهات مجهولة.
جاء ذلك في كلمة خلال المؤتمر الدولي الذي عقد تحت عنوان "الهجرة: توقع السنوات العشرين القادمة وما بعدها" في جامعة 9 أيلول بولاية إزمير.
وأوضح الرئيس أردوغان، أن العالم يشهد أكبر تنقُّل جماعي بشري منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم كل عام بسبب الحروب والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار والمجاعة والإرهاب والفقر، مفيدا أن عدد المهاجرين في العالم اقترب من 272 مليونا، وعدد النازحين يقترب من 80 مليونا، وعدد اللاجئين ناهز 26 مليونا.
وأكد أن 3 بالمئة من سكان العالم يعيشون كمهاجرين، مضيفا "لقي نحو 30 آلف مهاجر مصرعه في البحر المتوسط جلهم من الأطفال والنساء في الآونة الأخيرة كما أصبحت الرمال الساخنة للصحراء الكبرى قبور الآلاف من مسافري الأمل. إن المآسي الانسانية في بحر إيجه لا يمكن نسيان أي منها، وفي مقدمها مأساة الطفل السوري "إيلان" الذي قذفت الأمواج بجثته إلى شاطئ البحر.
نتذكر جيدا كيف تم إغراق بشكل متعمد قوارب هؤلاء المظلومين الذين تحدوا الأمواج العاتية في رحلاتهم التي انطلقوا فيها بأحلام كبيرة. إن الإنسانية لم تسقط بالبحر المتوسط فقط بل في بحر إيجه ونهر مريج أيضا".
وتابع "كما أن عشرات آلاف الأطفال السوريين الذين لجأوا إلى أوروبا، تم اختطافهم من قبل جهات مجهولة".
وشدد الرئيس أردوغان على أنه على الرغم من شكوى الدول الغربية باستمرار من الهجرة، فإن الدول النامية تتحمل العبء الرئيسي في هذه القضية، واستطرد قائلا: " نحو 85 بالمائة من اللاجئين حول العالم لا يتم استضافتهم من قبل الدول الغنية، بل من قبل بلدان ذات إمكانات محدودة.
إن أولئك الذين استقبلوا بضع مئات من اللاجئين واستخدموهم لأغراض دعائية لا يتحملون مسؤولياتهم حيال هذه الأزمة التي تهدد بشكل مباشر أرواح الناس".
"تركيا لوحدها تستضيف ما يقرب من 4 ملايين لاجئ"
أعلن الرئيس أردوغان أنه وفق أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فأن 39 ألفا و500 لاجئ فقط تم توطينهم في 25 دولة غربية من أصل مليون و440 ألف لاجئ ينتظر التوطين في دول أخرى، في أنحاء العالم، خلال 2020،.
وأضاف أن "تركيا بمفردها تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ، وأن الذين كانوا ينصحونها بفتح حدودها أداروا ظهورهم للاجئين وأغلقوا حدودهم".
"تركيا كانت على مرّ قرون تقع في مركز التنقل البشري بين القارات والمناطق"
لفت الرئيس أردوغان، تركيا الواقعة على مفترق طرق القارات والثقافات لطالما استقبلت المهاجرين على مر العصور، وأردف قائلا: " تركيا كانت على مرّ قرون في مركز التنقل البشري بين القارات والمناطق من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.
حيث فتحت أبوابها في السنوات الـ 500 الأخيرة لملايين الأشخاص الذين تعرضوا للقمع والظلم والاضطهاد والتمييز بسبب إيمانهم ولونهم وثقافتهم وعلى رأسهم اليهود الفارين من محاكم التفتيش".
وتابع "لقد كنّا على مرّ التاريخ ملاذا آمنا ووطنا حاضنا لكل من تعرض لمحنة أو ظلم أو قتل، ولم نرفض أحدا بتاتا بسبب عرقه أو دينه أو ثقافته أو مشربه أو مذهبه".
من جهة أخرى أوضح الرئيس أردوغان، أن الاتحاد الأوروبي قدم 3 مليارات يورو لليونان من أجل 100 ألف طالب لجوء، بينما تخلى عن مسؤوليته تجاه 4 ملايين مثلهم في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!