ترك برس
نشرت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً في قاعدتها البحرية بمنطقة "ألكسندروبوليس" اليونانية التي تبعد 20 كلم عن الحدود التركية، 110 مروحيات من طراز "بلاك هوك" و25 مروحية هجومية من نوع "أباتشي"، و10 مروحيات نقل ثقيلة من طراز "شينوك" وأكثر من 1800 عربة عسكرية.
ومن المقرر أن تستخدم الولايات المتحدة، 145 مروحية ومئات المركبات العسكرية في مناورات "المدافع عن أوروبا 2021". وعلاوة على ذلك، ستقوم بإجراء تدريبات مشتركة مع اليونان في تراقيا الغربية على الحدود مع تركيا.
و"ألكسندروبوليس" أو "دده أغاج" باللغة التركية، مدينة في شمال شرق اليونان، وهي عاصمة مقاطعة إفروس ضمن منطقة مقدونيا الشرقية وتراقيا الإدارية.
وبحسب الصحافة التركية، فإن الولايات المتحدة الأميركية لا تحشد قواتها في ألكسندروبوليس فحسب، بل أيضا في جزيرة كريت، وذلك من أجل السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط.
الانتشار العسكري الأمريكي الواسع قرب الحدود التركية مع اليونان، أثار تساؤلات حول قانونية هذا التصرف بالنسبة لمعاهدة لوزان للسلام والتي وُقعت في 24 يوليو/ تموز 1923، بمدينة لوزان السويسرية بين تركيا من جهةٍ وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا والبرتغال وبلغاريا وبلجيكا ويوغسلافيا من جهةٍ أخرى.
في هذا السياق، أكد القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي، رسول طوسون أنه وفقا لاتفاقية لوزان، فإن الأراضي الواقعة على جانبي الحدود التي تفصل تركيا عن بلغاريا واليونان، من جزر بحر إيجة إلى البحر الأسود، يجب أن تكون منزوعة السلاح.
وأشار طوسون إلى أن الولايات المتحدة بإنشائها قاعدة ألكسندروبوليس البحرية وجلب السلاح إليها، تخالف اتفاقية لوزان وتسعى لتهديد تركيا، وعندما تبدي أنقرة ردة فعل على الممارسات الأميركية، فإنها تتحجج بالمناورات في البلقان.
وقال إن الولايات المتحدة تدرك أن اليونان لا تعد بديلا لها عن تركيا، ولكنها تسعى لفرض البدائل باستخدام القواعد والموانئ في منطقة بحر إيجة.
وأوضح طوسون أن اليونان تعتقد أن الولايات المتحدة قادمة لحمايتها، ولكن الأمر عكس ذلك تماما، موضحا أن التحركات الأميركية تأتي في الوقت الذي تنامى فيه الدور الروسي والصيني في السواحل الشمالية والشرقية لأوراسيا، مما أدى إلى كسر جيوسياسي في المحيط الهادئ، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت."
من جهته، ذكر المحلل السياسي التركي يوجال أجار أن تصريحات المسؤولين الأتراك عقب البروتوكول المُوقع بين الولايات المتحدة الأميركية واليونان في 2019، اتجهت إلى التأكيد على عدم انزعاج تركيا من التعاون العسكري بين الدولتين العضوين في الناتو، ولكن مع إقامة الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في ألكسندروبوليس، يُحتمل أن تنزعج تركيا من سلوكيات واشنطن، وليس بسبب القاعدة نفسها.
وقال أجار "إنّ لمضي الولايات المتحدة في تطوير تعاونها العسكري مع اليونان، بالرغم من التوترات الحاصلة بين أنقرة وأثينا في إيجة وشرق المتوسط، طابع يمكن أن يُفهم على أنه تحرك ضد تركيا".
وأضاف "نتيجة للأنشطة التركية في شرق المتوسط وبعض قرارات تركيا الوطنية التي تتعارض مع المصالح الأميركية، فإن حصول اليونان على دعم واشنطن قد يكون أمرا مزعجا بالنسبة لتركيا".
في هذا الصدد، يؤكد متين أرول أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة "أرتوكلو" أن ألكسندروبوليس تتحول إلى مركز جديد ومستقل لأسواق جنوب شرق أوروبا ووسطها، وبديل للغاز الروسي.
وقال أرول "يجري إنشاء مرافق التخزين العائمة، وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال في ألكسندروبوليس، وسيتم إنشاء خط أنابيب يتدفق منه الغاز إلى رومانيا وصربيا ومقدونيا وبلغاريا والمجر، وسيصل حتى أوكرانيا".
ولفت إلى أن هذه التطورات مهمة جدا لتركيا، ويعتقد أن الغاز الطبيعي الذي سيتم استخراجه من شرق المتوسط أيضا سيتدفق إلى المرافق في ألكسندروبوليس في المستقبل.
وأشار أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة أرتوكلو إلى أن الولايات المتحدة تحمي بالقاعدة البحرية والقواعد الأخرى في ألكسندروبوليس، مرافق الغاز الطبيعي العائمة وخطوط الأنابيب.
ونبّه أرول إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتصبح أكبر منتج ومصدر للغاز في العالم مرة أخرى، مستفيدة من "الغاز الصخري"، وتريد منع تدفق الغاز الروسي في الأسواق الأوروبية، وتوفير الغاز الطبيعي لأوكرانيا التي تريد الانضمام إلى "الناتو" و"الاتحاد الأوروبي" والانفصال عن روسيا، وذلك عبر الخط المنطلق من ألكسندروبوليس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!