ترك برس
رغم مرور أكثر من 100 عام على مجازر العصابات الأرمنية في بلدة "أرباتشاي" التركية، لم تندمل جراح سكان البلدة بعد، جراء الهول الذي شهده أقرباؤهم في ذلك الوقت من فظائع ووحشية.
في قريتي "بويوك تشاتما" و"كوجوك تشاتما" ببلدة أرباتشاي التابعة لولاية قارص شمال شرقي تركيا، مازال السكان يستذكرون بحنين يخالجه الألم والحزن، 178 شهيدا من أقاربهم ارتقوا على أيدي العصابات الأرمنية بين أعوام 1915 و1920.
الجدة "نظلي نبي أوغلو" البالغة من العمر 94 عاما، إحدى قاطنات قرية "بويوك تشاتما" واحدة من بين عشرات من سقط أقاربهم شهداء مجازر العصابات الأرمنية.
وفي حديثها لوكالة الأناضول، قالت نبي أوغلو إن العصابات الأرمنية قتلت 3 من أشقائها، فسبب قتلهم جرحا لم يندمل في قلب والدها الذي ظلت عيناه تغرقان بالدموع كلما استذكر أبنائه حتى مماته.
وأشارت إلى أن العصابات الأرمنية كانت تلاحق الأطفال الذكور بغرض خطفهم ونقلهم إلى قرى أخرى.
وأضافت "قالت لي أمي، إن العصابات كانت تجوب القرى وتسأل فيما إذا كان لديهم أطفال ذكور، وإذا كان الأطفال يرضعون من أمهاتهم كانوا يخطفون أمه مع الطفل".
وأشارت إلى أن والدها نجا من مجزرة للعصابات مصادفة حينما كان خارج القرية، ولدى عودته وجد كافة ذكور أسرته قتلى وقريته مدمرة.
وأشارت إلى أن العصابات كانت تجمع الرجال في منطقة والنساء في منطقة أخرى، والأطفال الذكور في مكان آخر ثم يقتلون سكان القرية.
بدوره، قال مراد بيردال البالغ من العمر 84 عاما، وهو أحد سكان القرية، إن العصابات كانت تهاجم القرى في ساعات الصباح الباكر.
وأوضح أن 3 من أقاربه ارتقوا شهداء بعدما قتلوا على أيدي العصابات الأرمنية في إحدى الهجمات الوحشية على القرية.
من جانبه قال إبراهيم بيردال أحد سكان القرية، إن السلطات افتتحت في 2014 مقبرة رمزية للشهداء بقريته (بويوك تشاتما)، وأخرى في قرية كوجوك تشاتما، حيث ارتكبت العصابات المجازر.
وأضاف أن جامعة القوقاز ومديرية الثقافة والسياحة في قارص، أجرتا أعمال حفر في 2010 ، حيث توصلت لجنة الحفر إلى هياكل عظمية وجماجم تبين أنها لسكان القرية.
وأوضح أن اللجنة عثرت على مقبرة جماعية في قرية "كوجوك تشاتما" المجاورة لقريته "بويوك تشاتما".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!