ترك برس-الاناضول
توافد أهالي مدينة طرابلس اللبنانية (شمال)، الجمعة، على الجامع "المنصوري الكبير" لرؤية شعرة من لحية نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم أهديت لهم من الدولة العثمانية عام 1890.
وفي آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يتم إخراج "الأثر الشريف" من غرفة خاصة وعرضه أمام الزوار الذين يأتون لتقبيله والتبرك به وسط ابتهالات ومدائح نبوية، وتضرع إلى الله بالدعاء.
وعلى مدار عقود حافظ أهالي طرابلس على عادة زيارة الجامع لرؤية شعرة النبي محمد التي أهداها لهم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842- 1918) عام 1890.
ويجلس في الغرفة المخصصة لحفظ الشعرة الجمعة القراء يتلون القرآن الكريم بعد صلاة العصر طوال أيام رمضان، ويختمونه في اليوم 29 من الشهر الكريم بحضور مفتي المدينة وعلمائها.
وقال مفتى طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام: "كما في كل عام في الجمعة الأخيرة من رمضان وكما جرت العادة تعرض شعرة النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة بالأثر الشريف ليتبرك بها الصائمون والمصلون والأتقياء".
وأضاف إمام في حديثه للأناضول: "نحن في أيام مباركة وفي وقت يستجاب فيه الدعاء بعد صلاة العصر من يوم الجمعة الأخيرة برمضان".
وأشار إلى أن "السلطان عبد الحميد الثاني هو من أهدى الأثر الشريف إلى أهل طرابلس الشام بمناسبة تجديد بناء المسجد الحميدي وكان ذلك مفخرة مآثره لأهل المدينة".
من جهته قال المواطن حسام مرحبا (42 عاما): "جئنا إلى المكان لندعو الله أن ينعم وطننا بالخير والأمن والأمان في ظل الظروف الراهنة".
أما المواطنة هنادي الشغري (45 عاما) فقالت: "جئنا هنا للتبرك بالأثر الشريف"، معربة عن "الشكر والامتنان للسلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله أنه خصنا بأثر النبي في طرابلس".
وأضافت: "تعودنا في كل عام أن نأتي إلى هذا المكان المبارك كما علمنا أجدادنا وسنعلم ذلك لأولادنا أيضاً".
وتتجدّد هذه الفرحة في آخر جمعة من رمضان، ويعبر عنها أهالي طرابلس من خلال زيارة الجامع الكبير، مؤكدين امتنانهم للسلطان العثماني على هذه الهدية القيمة.
ومن خلال النقوش الكتابية لجامع "المنصوري الكبير"، يلاحظ أن بناءه تمّ على مراحل متباعدة كان أولها عام 1294، ثم عام 1310، ثم عام 1325، ثم عام 1479، ثم عام 1890، وآخرها عام 1959.
وفي مايو/ أيار عام 2019 أعادت وكالة التنسيق والتعاون التركية "تيكا" ترميم وتحديث غرفة حفظ الأثر النبوي الشريف في الجامع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!