ترك برس
قال ليفينت كورناز، الخبير بمركز تغير المناخ ودراسة السياسات بجامعة البوسفور بمدينة إسطنبول، إن الخطر الأكبر على تركيا من بين المخاطر المحتملة لتغير المناخ يتمثل في تهديد الأمن الغذائي وإمدادات المياه في البلاد.
وأضاف كورناز، في مقابلة مع وكالة الأناضول حول الظواهر المناخية المتعلقة بتغير المناخ، إن "الجفاف هو القضية الأكثر إلحاحًا التي نحتاج إلى التعامل معها، وأمننا الغذائي هو أهم مشكلة في سياق تغير المناخ".
وحذر الخبير من أن نقص المياه "سينعكس بشكل أكبر على الزراعة"، مشيرا أن المستوى المقلق للجفاف وانعدام الأمن الغذائي يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأكد على أن تركيا تحتاج إلى الحفاظ بقدر ما تستطيع على جميع الموارد المائية مع زيادة أحواضها الصالحة للزراعة، خاصة وأن ثلاثة أرباع أراضيها غير زراعية.
وفي إشارة إلى المخاطر الصحية المرتبطة بانخفاض مستويات المياه وسط ارتفاع درجات الحرارة والضغط الموجود في نظام الرعاية الصحية الناجم عن جائحة كورونا، قال: "في حال ارتفاع درجة الحرارة في إسطنبول إلى 45 درجة مئوية، يمكن أن يكون هناك خسائر كبيرة في الأرواح، ونحن لسنا مستعدين لمثل هذه المشاكل".
وأضاف: "تركيا ليست مستعدة أيضا لأمراض خطيرة أخرى، مثل الملاريا وفيروس غرب النيل، في حال وصلت البلاد بسبب تغير المناخ، وبمجرد انحسار تفشي جائحة كورونا، يجب أن يكون تحديث نظام الزراعة على رأس قائمة مهام تركيا لمواجهة تغير المناخ".
وتابع: "علينا تحديث أنظمة الري الزراعي وإنشاء نظام لا يهدر المياه ويسمح باستخدام ما تحتاجه النباتات من المياه فقط".
** ظواهر جوية حادة
من جهته، قال عالم الأرصاد، حسين توروس، للأناضول، إن إحدى النتائج المتوقعة لتغير المناخ العالمي هي زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية الحادة.
وأكد توروس، أستاذ قسم هندسة الأرصاد الجوية بجامعة إسطنبول التقنية، أن تركيا تعيش وسط اتجاه متزايد من الكوارث الجوية خلال السنوات الأخيرة.
وأشار أن "هناك علاقة بين ارتفاع نسبة الاحتباس الحراري وزيادة الظواهر الجوية الحادة في السنوات الأخيرة"، موضحًا أن الاحتباس الحراري أحد العوامل التي أثرت على أحداث الأرصاد الجوية.
ونظرًا لموقعها الجغرافي، تتميز تركيا بتنوع المناخ في مناطقها، حيث تعرف المناطق الجنوبية بالصحاري الساخنة، بينما يهيمن البرد السيبيري في شمال الشرق، وفي الغرب يساعد المحيط الأطلسي - مصدر واسع لبخار الماء – في ضخ الطاقة في سواحل تركيا على البحر المتوسط وبحر إيجة.
وخلال حديثه عن بعض الممارسات الفعالة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، قال توروس إن تركيا بدأت في عمل جيد بخصوص تجميع مياه الأمطار وتخزينها وتوفير موارد مائية محلية، خاصة بعد الجفاف الجزئي الذي أصاب البلاد العام الماضي.
وأوضح أن هذه الممارسات تم العمل بها بعد تغطية إعلامية واسعة لموسم الجفاف مما أدى إلى زيادة الوعي العام بهذه القضية.
ونوه توروس إلى أن تركيا ليست غنية بالمياه، ولذلك "يجب استخدام الموارد المائية بكفاءة عالية"، مشددًا على "عدم وجود موارد غير محدودة".
وأشار إلى أن تضمين بيانات المناخ السابقة والتوقعات المستقبلية في خطط استخدام المياه من شأنه أن يقضي إلى حد كبير على مخاطر نفاد المياه.
وتابع: "قد يكون من الضروري وجود سيناريوهات مختلفة لحل هذه المشكلة، فمثلًا يمكن التخطيط لاستخدام المياه اعتمادًا على كميتها في كل منطقة، بمعنى أنه يمكن تكييف أنشطتنا مع الزراعة والصناعة وما إلى ذلك، وكذلك توفير ميزانية سنوية للمياه".
كما شدد على ضرورة استمرار الجهود المبذولة لزيادة الوعي العام بشأن استخدام الموارد بكفاءة واقتصاد.
وقال توروس إنه "ينبغي أن تستمر الجهود بوتيرة متسارعة لزيادة حصة الطاقة المتجددة في موارد الطاقة، كما أن الدراسات التي تأخذ بعين الاعتبار جميع أصحاب المصلحة، سواء الكائنات الحية وغير الحية، ستساهم في التقليل من الآثار السلبية لتغير المناخ".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!