حسناء
لم يتراجع نجم الدين أربكان زعيم حركة ملي غوروش الإسلامية التركية، وأصبح مجاهدا معروفا في تركيا وفي العالم الإسلامي خلال فترة قصيرة، و لم يتراجع عن هدفه و هو تأسيس الاتحاد الإسلامي، وإنشاء تركيا الكبيرة من جديد، وبناء عالم جديد رغم كل محاولات التهميش والتضييق ضده، و لكنه عمل لأجل وطنه حتى يوم وفاته.
وكان خيار أربكان الوحيد، الدخول إلى الانتخابات التي أجريت في 12 حزيران/ يونيو عام 2011 ، في تحالف مع حزب الاتحاد الكبير الذي كان يرأسه محسن يازجي أغلو والذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحيته عام 2009، واستمر أربكان في ذلك الهدف ولكنه رحل إلى رحمة الله دون أن يحقق هدفه.
التحالف من جديد
يرى المقربون من أربكان أن دخوله "التحالف" كان بمثابة الوصية لديهم، ولذلك عقد مسؤولون من حزب السعادة بزعامة مصطفى كامالاك وحزب الاتحاد الكبير برئاسة مصطفى دستيجي كثيرا من المباحاثات واللقاءات لكي يصلو إلى هدفهم النهائي في تشكيل التحالف، وكلا الحزبين قررا دخول الانتخابات التي ستجرى في 7 حزيران تحت سقف "حزب السعادة".
وفي هذا السياق، أعلن الرئيسان مصطفى كمالاك ومصطفى دستيجي عن حملة حزبيهما الانتخابية في المؤتمر المنعقد في العاصمة التركية أنقرة. ووعدا الناخبين في حال وصولهم إلى السلطة بما يلي؛
- رفع رواتب المتقاعدين و العمال إلى 1500 ليرة تركية، كما قامت الحكومة برئاسة نجم الدين أربكان برفع رواتب المتقاعدين بنسبة 300% لأول مرة في تاريخ تركيا عام 1997.
- إلغاء سقف الحاجز الانتخابي الذي يشترط حصول الأحزاب عليه لتدخل البرلمان وهو 10% من إجمالي الأصوات.
- تعيين كل المعلمين الذين لم يتم تعيينهم حتى الآن.
- إلغاء المخصصات المالية المخفية خاصة للوزراء في تركيا.
ولكن وسائل الإعلام المقربة من الحكومة التركية تحاول تشكيل رأي عام للمنتخِبين، مفاده أن حزب السعادة لن يستطيع الحصول على أكثر من 2% من الأصوات، ولهذا السبب لن يقدر أن يتجاوز حاجز السقف الانتخابي. وهذه الأفكار تُنتقد بقسوة من قبل أنصار حزب السعادة وحزب الاتحاد الكبير في كل فرصة.
ومن المعروف أيضا أن حزب السعادة قد حصل على ما يقارب 2% من الأصوات في الانتخابات المحلية الأخيرة. ولكن ليس معناه أنه لن ينجح في هذه الفترة.
ويقول كبار الصحفيين الأتراك استنادا إلى نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، إن عدد أصوات حزب السعادة تقارب 4% من إجمالي الأصوات.
وفي هذا السياق، قال رئيس حزب السعادة مصطفى كمالاك، إن حزبه قام بإستطلاع للرأي العام، وظهر فيه أن %14 من المنتخبين يرغبون بالتصويت لحزب السعادة، كما أكد كامالاك أن النساء اللاتي يعانيين من البطالة وقلة فرص العمل، وخاصة اللاتي يشتكين من الصعوبات في تعليم أولادهن في المدارس أو الجوامع، لا يفضلن أن ينتخبن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة. ففي الانتخابات التي أجريت عام 2011 انتخبت %64 من النساء حزب العدالة، ولكن هذا الرقم تراجع الآن إلى 38%.
وكما أشار كامالاك إلى أن عدم العدل في توزيع دخل للمواطن، والتراجع في الإنتاج، والزيادة في الديون الخارجية، والمشاكل مع الدول المجاورة، تظهر أن تركيا في حاجة إلى رؤية جديدة، ولذلك يجب أن يدخل حزبه إلى البرلمان التركي في هذه المرة، وإذا لم ينجح في هذا فلن يتغير شيءٌ في تركيا، و سيُصبِح كل شي أسوأ، ولذلك فإنهم يعملون ويجتهدون لكي يكسبوا قلب المواطن التركي ليلا ونهارا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس