ترك برس
انتهت الانتخابات البرلمانية التركية ولكن أصداءها ما زالت مستمرة. وبسبب عدم حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم على أغلبية الأصوات في البرلمان، بدأ الحزب مباحثات مع أحزاب المعارضة لتشكيل ائتلاف حكومي محتمل. وقد شكّلت في تركيا بوقت سابق عدد من الحكومات الائتلافية.
ائتلاف حزب الشعب الجمهوري مع حزب العدالة 1961 (CHP- AP Koalisyonu)
أعلن ألب أرسلان توركش في 27 أيار/ مايو 1960 الانقلاب على الحكم ووضع القوات المسلحة يدها عليه وتوجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء عدنان مندرس بقلب نظام الدولة العلمانية و تأسيس دولة دينية في تركيا. وهكذا بدأ الانقلاب العسكري في البلاد.
وفي الانتخابات الأولى التي أجريت عقب هذا الانقلاب احتل حزب الشعب الجمهوري المرتبة الأولى، ولكن عدد نوابه لم يكن كافيا ليكون الحزب الحاكم وحده في البلاد. فقام قائد الانقلاب جمال غورسيل بتعيين رئيس حزب الشعب الجمهوري عصمت أينونو لتشكيل الائتلاف في 10 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1961. وبعد 10 أيام من تكليفه، تمكن عصمت إينونو من تشكيل الحكومة الائتلافية الأولى في تاريخ تركيا بين حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة.
ائتلاف حزب السلامة الوطني مع حزب الشعب الجمهوري 1974 (CHP- MSP Koalisyonu)
حلّ حزب الشعب الجمهوري أيضًا في المرتبة الأولى في الانتخابات التي أجريت في 14 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، ولكنه حصل على 185 مقعدا لم تكن كافية لتشكيل الحكومة. وحصل في الانتخابات نفسها حزبُ العدالة بزعامة سليمان دميريل على 159 مقعدا وحصل حزب السلامة الوطنية بزعامة نجم الدين أربكان على 48 مقعدا في البرلمان.
وشكّلت في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1974 حكومة ائتلافية مع حزب السلامة الوطنية الإسلامي وحزب الشعب الجمهوري اليساري. واستمر هذا الائتلاف فترة قصيرة، وانتهى بعد 7 أشهر من تأسيسه بسبب عدم الاتفاق بين الطرفين.
ائتلاف حزب الطريق القويم مع حزب الشعبي الديموقراطي الاجتماعي (1991: DYP- SHP Koalisyonu)
في أعقاب الانتخابات التي أجريت عام 1991، شكل حزب الطريق القويم بزعامة سليمان دميريل الذي حصل على 178 مقعدا في البرلمان ائتلافا مع الحزب الشعبي الديمقراطي الاجتماعي بزعامة آردال إينونو الذي حصل على 88 مقعدا. واستمر هذا الائتلاف حتى 5 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1995.
ائتلاف حزب الرفاه مع حزب الطريق القويم (1996: RP- DYP Koalisyonu)
شكّل حزب الطريق القويم بزعامة تانسو تشيلر حكومة ائتلافية مع حزب الرفاه بزعامة نجم الدين أربكان في عام 1996. وفي فترة حكم إربكان قامت القوات المسحلة التركية بشن حملة في البلاد ضد حزب الرفاه باتهامه بأنه يشكّل "تهديدًا للعلمانية". وانتهى الائتلاف بعد سنة كاملة بسبب عدم التفاهم بين الحزبين من جهة وشدّة الضغط الذي فرضه الجيش عليها من جهة أخرى، الأمر الذي أدّى إلى ما يسمّى بـ"انقلاب ما بعد الحداثة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!