ترك برس
أعلنت تركيا توصلها لاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، يهدف لحماية الشركات التركية من العقوبات الدولية المفروضة بسبب التعامل مع روسيا.
صحيفة "حرييت" التركية نقلت عن مصادر تركية أن الاتفاق يتضمن تفعيل آلية تتيح للشركات التركية التجارة مع الشركات الروسية مع الالتزام بالعقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وتهدف المعنونة بـ«خطة تنسيق العقوبات»، لحماية الشركات التركية من التعرض للعقوبات الأميركية الثانوية.
وذكرت المصادر التي لم تسمها الصحيفة أنه بموجب الاتفاق، الذي تم التوصل إليه خلال المباحثات التركية الأميركية في واشنطن، في وقت سابق من الشهر الحالي، في إطار اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين، ستخطر الولايات المتحدة تركيا قبل فرض عقوبات على الشركات المشتبه في تحايلها على القيود المفروضة على روسيا، كما ستطلب معلومات منها حول الأمر.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قررت واشنطن فرض عقوبات على أكثر من 250 شخصاً ومؤسسة من بينها شركات تركية بسبب صلتها مع روسيا.
وحافظت تركيا، التي أعلنت منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) 2022، أنها لن تلتزم بأي عقوبات على روسيا خارج عقوبات الأمم المتحدة، على علاقاتها الاقتصادية والتجارية القوية مع روسيا، رغم كونها دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط".
وهدد مسؤولون من وزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين، خلال زيارة لتركيا الشهر الماضي التقوا خلالها مسؤولين في شركات وبنوك، بمعاقبتها بسبب علاقاتها التجارية مع روسيا. وقال السفير الروسي لدى أنقرة، أليكسي يرهوف، إن المسؤولين الأميركيين يضغطون على الشركات في تركيا لقطع علاقاتها مع بلاده.
وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية في سبتمبر (أيلول) الماضي، عقوبات على 5 شركات ومواطن تركي قالت إنهم ساعدوا روسيا على التهرب من العقوبات ودعموها في حربها ضد أوكرانيا.
وأثرت العقوبات الأميركية على الشركات المتعاملة مع روسيا على حركة التجارة بين أنقرة وموسكو، ما أدى إلى تعطيل أو إبطاء بعض المدفوعات لكل من واردات النفط الروسية والصادرات التركية.
وتعد روسيا أكبر مصدر للنفط الخام والديزل إلى تركيا، التي تعاني من شح الطاقة، وقامت بتوريد 8.9 مليون طن متري من النفط الخام و9.4 مليون طن من الديزل إليها العام الماضي. وتعطلت بعض المدفوعات بسبب التلويح الأميركي بعقوبات جديدة في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، لكن ذلك لم يمنع تدفقات النفط.
وتؤكد تركيا استعدادها للتوسط في مفاوضات لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث.
وكرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استعداد بلاده للعب أي دور ميسر للعودة إلى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، خلال اتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين الماضي، لتهنئته بالفوز بانتخابات الرئاسة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في إفادة صحافية أسبوعية الأربعاء، إن بلادها ممتنة لإردوغان لمبادرته لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وأعربت زاخاروفا عن امتنانها لـ«كل من تحدث لصالح حل الوضع والسلام وعملية التفاوض، وعرض جهود الوساطة». وعدت أن الحديث عن الوساطة رسالة مهمة للغاية حول التحرك نحو السلام في الوقت الذي يصدر فيه الغرب، بشكل جماعي، بيانات عدوانية لا نهاية لها تهدف إلى تصعيد التوترات، والاستمرار في شراء الأسلحة ودعم الأنشطة الإرهابية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!