ترك برس
استعرض مقال تحليلي للكاتب والخبير السياسي التركي إسماعيل ياشا، تقييما للخطوات اللافتة التي يقوم بها أوزغور أوزل، الزعيم الجديد لحزب الشعب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.
وقال ياشا إن رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، قدم خطوات لافتة بعد الفوز المفاجئ الذي حققه حزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة ليحل في المرتبة الأولى، متقدما على حزب العدالة والتنمية الحاكم. وأثارت تلك الخطوات علامات استفهام حول أهدافها وارتباطها بطموحات أوزل السياسية وخططه المستقبلية.
وأوضح في مقال بصحيفة "عربي21" أن أوزل شارك أولا في حفل الاستقبال الذي أقامه رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في البرلمان التركي في 23 نيسان/ أبريل بمناسبة عيد الطفولة والسيادة الوطنية والذكرى الــ104 لتأسيس المجلس الوطني، وصافحه، وأعرب عن رغبته في زيارته. والتقى الاثنان يوم الخميس الماضي في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة.
وقال أردوغان إنه سيزور حزب الشعب الجمهوري في الأيام القادمة. وقام أوزل، الثلاثاء، بزيارة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، في مكتبه بالبرلمان التركي. وكان بهتشلي قد أعرب عن تفضيله لتولي أوزل رئاسة حزب الشعب الجمهوري، بدلا من إمام أوغلو، إن لم يترشح لها كليتشدار أوغلو.
الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، انتقد رغبة أوزل في زيارة أردوغان، وقال إنه "لا يجب أن يتم التفاوض مع القصر الذي أسس هذا النظام، بل يجب النضال ضده"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية.
إلا أن أوزل رد عليه قائلا إنه لن يقوم بالتصعيد استجابة لطلب أحد، بل سيتبع سياسة التفاوض والنضال في آن واحد. كما أنه التقى كليتشدار أوغلو بعد زيارته لأردوغان، وذكرت وسائل إعلام تركية أنه طلب من سلفه أن لا يحاول عرقلة مساعي تخفيف التوتر في الساحة السياسية التركية.
وأكد ياشا أن اللقاء الذي جمع أردوغان وأوزل أثار استياء أيضا في صفوف المؤيدين لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو. وكان إمام أوغلو دعم أوزل في تنافسه مع كليتشدار أوغلو على كرسي رئيس حزب الشعب الجمهوري، وفاز الأخير بمنصبه الحالي بفضل ذاك الدعم. وبالتالي، ينظر رئيس بلدية إسطنبول ومؤيدوه إلى أوزل على أنه "رئيس مؤقت" للحزب حتى يحين الوقت لتسليم منصبه إلى إمام أوغلو.
ورأى أن خطوات أوزل تشير إلى أن الرجل يسعى إلى تعزيز مكانته في حزب الشعب الجمهوري، ليبقى في منصبه لمدة طويلة، كما أنها تدل على أنه يرغب في طي صفحة حقبة كليتشدار أوغلو ليفتح صفحة جديدة تختلف عن سابقتها، ويدشن حقبة تحمل بصمات رئيس حزب الشعب الجمهوري الجديد. ومن الواضح أنه لا يريد أيضا أن يسجله التاريخ كــ"دمية إمام أوغلو".
وأضاف الكاتب: إمام أوغلو يرى نفسه "مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة". إلا أن أوزل له رأي آخر، كما جاء في حديثه لصحيفة "صباح" التركية المقربة من الحكومة، وقال فيه إن هناك لاعبين في الفريق يلعبان في خط الهجوم، في إشارة إلى إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، وإن هناك لاعبين جددا يتألقون، مؤكدا أنه مدرب الفريق الذي سيقرر من سينفذ ركلة الجزاء.
هذا التشبيه يلمح إلى أن ترشيح إمام أوغلو لرئاسة الجمهورية ليس بالأمر المحسوم، وأنه قد يتم ترشيح غيره، مثل ياواش الذي كان من المرشحين المحتملين قبل ترشيح كليتشدار أوغلو نفسه للانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما أن ياواش جدد فوزه في الانتخابات المحلية ورفع شعبيته في أنقرة من 50.93 في المائة إلى 60.44 في المائة.
وتابع المقال:
أوزغور أوزل يرفض الدعوة إلى انتخابات مبكرة، ويرى أن أمامه حوالي أربع سنوات ليثبت أركان رئاسته في حزب الشعب الجمهوري، ويري الجميع أنه زعيم سياسي حقيقي، كما أنه، هو نفسه، قد يترشح في نهاية المطاف للانتخابات الرئاسية القادمة.
وهو ما ألمح إليه وكيل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، النائب علي ماهر باشارير، حين قال في برنامج تلفزيوني إنه لو كان في مكان أردوغان لما رغب في منافسة أوزل، لأنها ستكون أصعب من منافسة غيره من المرشحين. وأثارت هذه التصريحات حفيظة المؤيدين لرئيس بلدية إسطنبول، وهاجموا باشارير بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حزب الشعب الجمهوري كان يعاني من انقسامات وصراعات بين المؤيدين لكليتشدار أوغلو والآخرين المؤيدين لإمام أوغلو أو ياواش، إلا أنه حقق قفزة تاريخيّة في الانتخابات المحلية، رغم تلك الخلافات الداخلية، سواء بفضل تحالفه مع بعض الجماعات الدينية وحزب الشعوب للمساواة والديمقراطية أو بفضل أخطاء خصمه، حزب العدالة والتنمية.
وقد يشهد في المستقبل القريب اشتداد التنافس بين أوزل وإمام أوغلو وياواش وكليشدار أوغلو إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيضعفه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!