بولنت أوراك أوغلو - يني شفق

صرّح زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني في معرض حديثه عن الجرائم البشعة التي شهدها سجن صيدنايا، والذي اشتهر بمشاهد التعذيب الصادمة التي هزت العالم قائلًا: "نعمل على جمع الأدلة من هذه السجون لتقديم بشار الأسد للمحاكمة في المحاكم الدولية. ونعمل على تحديد هويات الأفراد المسؤولين عن أعمال التعذيب داخل هذه السجون. كما نهدف إلى توثيق الجرائم، وسنوجه دعوات إلى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وللمعنيين بالمحكمة الجنائية الدولية للحضور إلى هنا. كما نخطط لتحويل هذا السجن إلى متحف في المستقبل".

نهاية حكم حزب البعث الذي دام 61 عامًا وهروب الأسد من دمشق

في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تصاعدت المواجهات بين هيئة تحرير الشام وقوات نظام بشار الأسد. وتمكنت هيئة تحرير الشام من السيطرة على مدن كبيرة مثل حلب وإدلب وحماة وحمص بين 30 نوفمبر و7 ديسمبر. وبحلول 7 ديسمبر، بدأت قوات الهيئة دخول العاصمة دمشق بمساندة جماهيرية واسعة، مما أدى إلى انهيار النظام وفقدانه السيطرة على دمشق والعديد من المناطق الأخرى. وانتهى بذلك حكم حزب البعث الذي دام 61 عاماً، في حين فرَّ بشار الأسد إلى روسيا طالباً للجوء.

وعلى صعيد آخر، أعلن الجيش الوطني السوري عن انطلاق عملية "فجر الحرية" في ديسمبر، حيث تمكن في اليوم الأول من تحرير مركز مدينة تل رفعت من سيطرة تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي. وبتحرير مدينة منبج، تم تطهير المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات بالكامل من تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، والتي كانت أكبر معقل للإرهاب.

المعارضة السورية (هيئة تحرير الشام) خططت للهجوم قبل عام فلماذا اعتُبر نوفمبر التوقيت الأمثل؟

قررت هيئة تحرير الشام أن شهر نوفمبر هو الوقت المناسب للهجوم. وبحسب قائد الوحدات العسكرية في الهيئة، حموي كان الهدف الأساسي من هذا التوقيت وقف مسار التطبيع الإقليمي الذي تقوده دول مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية مع نظام الأسد. كما سعت الهيئة إلى إنهاء تصاعد الغارات الجوية على شمال غرب سوريا، بعد أن رأت أن حلفاء الأسد الدوليين، مثل روسيا وإيران وحزب الله، باتوا في حالة ضعف متزايدة. وبدأت الهيئة هجومها على جيش نظام الأسد في 27 نوفمبر، ونجحت بعد يومين فقط في السيطرة على مدينة حلب. وتوالت الانتصارات بعدها في إدلب وحماة وحمص وأخيرًا العاصمة دمشق يوم الأحد الماضي.

وفي حديثه عن المرحلة القادمة، صرّح حموي بأنه يعتزم المشاركة في الحكومة المدنية الجديدة في دمشق. وأقر بصعوبة بناء دولة جديدة من الصفر، وأشار إلى ضرورة معالجة مخاوف الأقليات الدينية في سوريا، قائلاً: "نؤكد أن الأقليات في سوريا جزء لا يتجزأ من الأمة، ولديها حقوق متساوية مع جميع المواطنين السوريين في ممارسة شعائرها، والحصول على التعليم والخدمات. نحن نسعى جاهدين لبناء جسور بين مختلف مكونات المجتمع وتقليل الفجوات بينها."

قائد هيئة تحرير الشام يكشف عن الأشخاص الذين لن يشملهم العفو بعد الإطاحة بالأسد

نجحت المجموعات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام في إسقاط نظام بشار الأسد بعد 12 يوماً من العمليات العسكرية التي أوصلتهم إلى قلب العاصمة دمشق. وقد أعلن أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، أن المسؤولين عن التعذيب والقتل في سجون النظام لن يفلتوا من العقاب.

بدأت هيئة تحرير الشام عملياتها في 27 نوفمبر، وتمكنت خلال فترة قصيرة من إحراز تقدم ملحوظ، حيث وصلت إلى دمشق وأنهت حكم نظام حزب البعث الذي استمر لمدة 61 عامًا. وبعد انهيار النظام، فرّ بشار الأسد وأسرته إلى روسيا. وعقب سقوط النظام، ظهرت صور وتقارير مروعة عن ممارسات التعذيب والقتل في السجون السورية، وقال قائد هيئة تحرير الشام، محمد الجولاني الذي لعب دورا قياديا في الإطاحة بالأسد: "إن المسؤولين عن التعذيب والوفيات في السجون لن يفلتوا من العدالة". وبعد سقوط النظام تم الكشف عن الفظائع التي ارتُكبت في مراكز المعتقلات السيئة السمعة، حيث كشفت الصور الفظيعة وغير الإنسانية للتعذيب عن حجم المأساة. فقد قُتل 99% من المعتقلين، الذين تراوحت أعدادهم بين 12 ألفًا و 15 ألفًا، جراء التعذيب. كما ظهرت ادعاءات قوية تفيد بأن عائلة الأسد قد هرَّبت حوالي 135 إلى 150 مليار دولار إلى الخارج من خلال تجارة الكابتاغون غير القانونية، التي كان النظام يديرها. يجب على الإدارة السورية الجديدة أن تبدأ بالإجراءات القانونية لاستعادة مئات المليارات من الدولارات التي تم جمعها من التجارة بحبوب المخدرات والعقاقير الجنسية المعروفة بالكابتاغون، وإعادتها إلى الشعب السوري.

لا عفو عن المسؤولين عن التعذيب وستتم ملاحقة الفارين إلى الخارج؟

صرّح أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، عبر حساب الهيئة على تطبيق تليغرام، أنه لن يكون هناك أي عفو أو تسامح مع المسؤولين عن التعذيب من رموز النظام السوري. وأكد قائلاً: "سنلاحقهم داخل سوريا، وسنطالب الدول بتسليم أولئك الذين فروا إلى الخارج لتحقيق العدالة". وتأتي هذه التصريحات عقب الهجوم المفاجئ الذي شنّته هيئة تحرير الشام على مدينة حلب شمالاً، والذي أدى إلى انهيار نظام الأسد بعد 14 عاماً من الحرب الأهلية، وتبعه ملاحقة قادة النظام خلال الأسبوعين الماضيين. وتشير التقارير إلى أن العديد من المسؤولين رفيعي المستوى فرّوا إلى الخارج، بينما يُعتقد أن البعض الآخر يختبئ في المناطق الساحلية، التي كانت تُعدّ معقلاً رئيسيًا لدعم النظام.

زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني يوجه رسالة مهمة إلى تركيا بعد إسقاط بشار ونظام البعث

في مقابلة مع وسائل الإعلام التركية، أشار زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي قاد المعارضة للإطاحة بنظام البعث السوري الذي دام 61 عامًا، إلى أن تركيا تُعتبر لاعبًا رئيسيًا في مستقبل سوريا. وقال الجولاني: "من الضروري أن نحصل على دعم تركيا في الخطوات التي سنقوم بها". وفي مقابلة تلفزيونية ظهر فيها مرتدياً بدلة رسمية، أكد الجولاني ـ زعيم المعارضة التي ساهمت في بداية حقبة جديدة في سوريا ـ في تصريحات لافتة على حالة السخط الشعبي الواسعة تجاه نظام الأسد، والتعب من الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن هذه الظروف قد مهّدت الطريق للثورة. وأضاف أن الشعب السوري كان في انتظار قدوم المعارضة، مما ساهم في تسريع وتيرة التغيير. وأشار الجولاني إلى أن العمل جارٍ على صياغة دستور جديد لسوريا، مؤكداً ضرورة إعادة بناء سوريا في أسرع وقت ممكن وإيجاد نظام حكم مناسب للشعب السوري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس