إسلام الغمري - خاص ترك برس

في ظل تصاعد الهجمة الصهيونية على قطاع غزة وتزايد التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه القضية الفلسطينية، أطل علينا مخطط جديد يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها عبر محاولة تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني من غزة إلى مصر والأردن.

هذا المشروع الخطير، الذي كشفته تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمثل حلقة جديدة في سلسلة المؤامرات التي تستهدف الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية.

الشعب الفلسطيني الذي صمد تحت آلة القتل والدمار منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، وقدم أروع نماذج التضحية والثبات، لا يمكن أن يقبل بتهجيره تحت أي ظرف. ومع هذا الخطر الداهم، يبرز السؤال: ما المطلوب حكومياً وشعبياً لمواجهة هذا المخطط؟ وكيف يمكن استشراف آفاق المستقبل؟

أولاً: أبعاد المخطط وأهدافه

1. تصفية القضية الفلسطينية: التهجير القسري للفلسطينيين يهدف إلى محو الهوية الفلسطينية وتحويل قضية الأرض والحق إلى أزمة إنسانية تُدار بمساعدات إغاثية.

2. تفريغ غزة من سكانها: إفراغ القطاع من سكانه يعني إنهاء المقاومة والقضاء على الكيان الفلسطيني الجامع.

3. إقحام الدول العربية في المسؤولية: المخطط يسعى إلى زج مصر والأردن في أزمة جديدة، بما يهدد أمنهما القومي ويحول القضية الفلسطينية إلى شأن داخلي لدول الجوار.

ثانياً: لماذا يرفض الفلسطينيون التهجير؟

1. الحق في الأرض والعودة: الفلسطينيون متمسكون بحقهم التاريخي في فلسطين، ويرفضون أي مخطط يهدف إلى اقتلاعهم من أرضهم.

2. إرث الصمود والمقاومة: قطاع غزة أصبح رمزاً عالمياً للصمود أمام الاحتلال. شعب غزة لا يمكن أن يفرّط في إرث المقاومة والتضحية.

3. الوعي بالمخطط: الفلسطينيون يدركون أن التهجير ليس حلاً إنسانياً، بل خطوة في مشروع تصفية قضيتهم.

ثالثاً: المطلوب حكومياً وشعبياً لمواجهة المخطط

1. على المستوى الفلسطيني

• وحدة الصف الفلسطيني: تجاوز الانقسامات الداخلية وتوحيد الجهود بين الفصائل لمواجهة هذا التحدي الوجودي.

• إطلاق حملة إعلامية ودبلوماسية دولية: فضح المخطط الصهيوني وكسب التأييد العالمي لموقف الفلسطينيين الرافض للتهجير.

• تعزيز الصمود داخل غزة: دعم القطاعات الحيوية في غزة لتقوية الجبهة الداخلية وتأمين مقومات البقاء للسكان.

2. على المستوى العربي

• رفض عربي رسمي وشعبي: التأكيد على أن الدول العربية لن تكون بديلاً عن الأرض الفلسطينية، ورفض استقبال المهجّرين كجزء من مخطط التصفية.

• تعزيز التنسيق بين مصر والأردن وفلسطين: لمواجهة الضغوط الدولية التي تستهدف فرض هذا المخطط.

• إطلاق مبادرات داعمة لغزة: توفير المساعدات الإنسانية والإغاثية لتعزيز صمود الفلسطينيين في وجه الحصار والعدوان.

3. على المستوى الدولي

• تحريك المنظمات الدولية: تقديم شكاوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد سياسات الاحتلال التي تهدف إلى التهجير القسري.

• كسب دعم الشعوب الحرة: تعزيز التعاون مع المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية لمواجهة هذا المخطط على المستوى الشعبي والإعلامي.

رابعاً: آفاق المستقبل

• صمود الفلسطينيين هو المفتاح: تجربة الشعب الفلسطيني تؤكد أن الاحتلال فشل على مدار عقود في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

• استمرار المقاومة الشعبية والسياسية: الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله من أجل حقوقه المشروعة، مدعوماً بالأحرار حول العالم.

• تعزيز الوعي بالقضية: المواقف الشعبية في الدول العربية والإسلامية والدولية ستظل حصناً منيعاً في مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

• انهيار مشاريع الاحتلال: مشاريع التهجير القسري وغيرها ستواجه مقاومة شرسة، وستفشل كما فشلت محاولات الاحتلال السابقة.

خاتمة

إن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ليس مجرد خطة عابرة، بل هو استكمال لمشروع الاحتلال الصهيوني الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية. ولكن كما أفشل الشعب الفلسطيني مشاريع التصفية السابقة، فإنه قادر على إفشال هذا المخطط الجديد.

المطلوب اليوم أن يقف الجميع – حكومات وشعوباً – صفاً واحداً لمواجهة هذا الخطر الداهم، وأن نواصل دعمنا لشعب غزة وصموده البطولي. فغزة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي قلب القضية الفلسطينية، والتمسك بها هو تمسك بالحق الفلسطيني وبالهوية العربية والإسلامية.

حفظ الله فلسطين وشعبها، وحمى أوطاننا من كل مكائد الأعداء.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس