ترك برس

أعلنت شركة “روكيتسان” التركية عن تطوير منظومة صاروخية جديدة تُطلق من داخل حاويات شحن قياسية، قادرة على إطلاق ستة صواريخ “تشاكِر” يصل مداها إلى أكثر من 100 كيلومتر، في خطوة تعزز القدرات الدفاعية وتمنح ميزة تمويه واستجابة سريعة في الميدان.

وتواصل الصناعات الدفاعية التركية تطوير قدراتها الصاروخية، وفي هذا الإطار نجحت شركة تركية في ابتكار منظومة إطلاق تعمل داخل حاويات شحن قياسية. فقد طوّرت شركة روكيتسان نظاماً قادراً على إطلاق ستة صواريخ تشاكر من كل حاوية، ويزيد مدى الصاروخ الواحد على مئة كيلومتر.

يندرج هذا الابتكار تحت فئة أنظمة الصواريخ المعبَّأة في الحاويات (Containerized Missile System - CMS)، التي تميّزها سهولة النقل والتمويه، ما يصعّب اكتشافها ويمنح عنصراً مفاجئاً في ساحة المعركة.

فهذه الأنظمة يمكن نقلها بأي طائرة شحن عسكرية أو مدنية أو نقلها على الأرض بالشاحنات إلى موقع معين، و تُجهَّز الصواريخ بروابط بيانات تتيح التحكم في الاشتباك تحت إشراف بشري، ما يوسّع خيارات القيادة والتنسيق العملياتي، بحسب تقرير لـ "TRT عربي".

تجارب النزاعات الحديثة، من حرب روسيا وأوكرانيا إلى المواجهات بين إيران وإسرائيل، أظهرت فاعلية الحاويات باعتبارها وسيلة تمويهية، وتركيا لا تكتفي بتطوير الأنظمة فحسب، بل تختبر استراتيجيات تشغيلية لتعزيز الفاعلية. 

هذه القدرة الجديدة قد تؤدي إلى إعادة تقييم موازنات الردع، وتعديل الإجراءات التكتيكية واللوجستية، خصوصاً في المساحات البحرية والمناطق الحدودية.

يشرح خبير الصناعة الدفاعية أحمد علمدار في مقابلة مع TRT HABER أن منظومة روكيتسان الجديدة تتخذ مظهر حاوية شحن مدنية بالكامل، وهو ما يمثل صلب استراتيجية التصميم: إخفاء القدرة القتالية داخل غلاف مدني لإحكام السرية وتقليص فرص الاكتشاف.

يؤكد علمدار أن العملية التكتيكية لإطلاق صاروخ موجَّه تعتمد على إيصال المنصة الحاملة إلى موقع مُحدد ضمن مدى فعال، ثم تنفيذ عملية الإطلاق من تلك النقطة.

ويقارن العملية بسفينة تُقاد إلى نقطة انطلاق محددة قبل شن الهجوم، مشيراً إلى أن الخصم سيسعى بدوره لاكتشاف وتتبع تلك المنصة بكل الوسائل العسكرية والاستخباراتية وحتى المدنية، وأن نجاح أي عملية يعتمد على قدرة القائمين عليها على البقاء خارج نطاق التعقب إلى حين تنفيذ الضربة.

في هذا الإطار، تكتسب فكرة الإطلاق من داخل الحاوية أهمية استراتيجية كبيرة، فتمويه المنصة داخل حاوية تبدو غير مريبة يخلق عنصر مفاجأة يجعل من الصعب على الطرف المعادي التمييز بين شحنة مدنية ومقصد قتالي، مما يوسع خيارات التخطيط العملياتي ويزيد صعوبة استباق الضربات.

يمتاز صاروخ تشاكِر بمحرك نفاث محلي التطوير من طراز KTJ-1750، ما يمنحه قدرة أداءٍ مرنة وموثوقة عبر مستويات عمل مختلفة. يتيح تصميمه التشغيلي سهولة الإطلاق والتكامل داخل منصات متنوعة، مع قدرة على تنفيذ مهام معقَّدة بكفاءة.

يحمل الصاروخ رأساً حربياً متطوراً يوفر قوة تدميرية عالية، ويستخدم نظاماً دقيقاً لاختيار نقطة الاصطدام، ما يمنحه فاعلية مؤثرة ضد الأهداف المحددة. كما يحقق دقة عالية في الوصول إلى الهدف تحت ظروف جوية متنوعة، مع إمكانيّة إعادة توجيه الهدف أو إلغاء الهجوم في أثناء الطيران وفقاً لأوامر المشغل.

من أبرز مميزات تشاكِر عمله ضمن مفهوم السرب (هجوم منسَّق لعدد كبير من الذخائر)، ما يزيد احتمالات اختراق طبقات الدفاع الجوي المعادية ويعزز التأثير التكتيكي.

لاحقاً للقدرة على التخفي، صُمِّم هيكله لخفض الانعكاس الراداري، ويؤدي الطيران على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر إلى تقليل قابلية الاكتشاف. كما يحافظ الصاروخ على مساره في بيئات التشويش الإلكتروني الكثيف بفضل نظام ملاحة مدمج: وحدة GNSS مقاومة للتشويش تعمل بالتوازي مع نظام ملاحة بالقصور الذاتي مدعوم بمقياس ارتفاع، ما يعزّز دقّته وبقاءه في أثناء المهمة.

يوضح أحمد علمدار أن الحاوية النموذجية التي عُرضت في IDEF 2025 مُصمّمة لحمل صاروخ تشاكِر. وفي النظام المعروض يمكن إطلاق ستة صواريخ تشاكِر من كل حاوية. 

ويشارك علمدار معلومات مفادها أن أنواعاً مختلفة من الصواريخ قد تُصبح قابلة للإطلاق من الحاوية في المستقبل القريب، ويضيف: «النظام الحالي يعمل مع صواريخ تشاكِر… وهذا يعني إمكانية تحقيق قوة مدمرة على مدى يتجاوز 100 كيلومتر… علاوة على ذلك، بعد إطلاق صاروخ تشاكِر يستطيع أداء رحلة مهام تحت إشراف بشري والاشتباك مع الهدف". 

ويشدد علمدار على أنه بفضل رابط البيانات يمكن لصواريخ تشاكِر المُطلقة من الحاوية أن تتلقّى أوامر الاشتباك من مراكز أخرى أيضاً. هذه القدرات توفر مكتسبات يمكن وصفها بالاستراتيجية.

اهتمام تركيا بتطوير البرنامج الصاروخي تصاعد في الأيام الاخيرة، وكشفت شركة روكيتسان التركية، في يوليو/تموز الماضي، عن أول صاروخ فرط صوتي خلال معرض الصناعات الدفاعية الدولي آيدف 2025 بإسطنبول. 

الصاروخ يحمل اسم طيفون بلوك 4 ويبلغ طوله 10 أمتار، ووزنه نحو 7200 كيلوغرام، كما كشفت الشركة عن منتجات دفاعية جديدة، بينها صاروخ جو-جو بعيد المدى يحمل اسم غوك بورا، ذو محرك نفاث، قادر على ضرب أهداف على بُعد أكثر من 100 ميل وخارج مدى الرؤية.

إضافة إلى ذلك، كشفت الشركة عن ذخيرة متسكعة تحمل اسم أرَن، يبلغ مداها 100 كم، وصاروخ آر 300، وهو صاروخ جو-أرض يبلغ مداه أكثر من 500 كم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!