ترك برس
يحث الأطباء والعلماء النفسيون على الذهاب ولو لمرة واحدة في العام إلى أحد الأماكن الطبيعية الهادئة والساحرة بكثافة خضارها لاستنشاق الهواء النقي واستعادة الراحة النفسية التي تعيد تنشيط الدورة الدموية وبالتالي إعادة تنشيط الدماغ والبدء من جديد لحياة أكثر نشاط وأكثر راحة للنفس.
ويبحث الكثير من السياح العرب على عنوان مناسب للذهاب إلى أحد المناطق الطبيعية النقية التي تعيد تنشيط الدورة الدموية والتحركات والأنشطة الدماغية وتوفر الراحة النفسية والعقلية للجسم؛ وفي سبيل طرح أنسب العناوين لهذا الطلب نقف اليوم في محطة سياحية يُطلق عليها "أماسرا"، وتُعد عاصمة الطبيعة الساحرة في تركيا.
أماسرا (Amasra) هي منطقة إدارية تتبع لمدينة بارتين الواقعة في إقليم البحر الأسود شمال غربي تركيا، تبعد أماسرا عن مدينة إسطنبول 4 ساعات ونصف بالحافلة وخلال القدوم إليها يشعر الإنسان بأن دخل جنة رائعة مُحاطة بالأشجار الكثيفة شديدة الخضارة مريحة للنفس، إلى جانب الغابات الكثيفة في أماسرا يوجد أيضًا ساحل البحر الأسود شديد النقاء والصفاء المناسب بشكل خرافي للسباحة الممتعة.
تتميز أماسرا بهدوئها الجذاب الناتج عن قلة أعداد سكانها الأصليين، وكما يوجد بها العديد من الفنادق وأماكن الإقامة الفخمة المُطلة على البحر والغابات الطبيعية خرافية المنظر وإلى جانب هذا كله فإن سعرها مناسب جدًا لجميع الفئات. كان البيزنطيون أول من استوطن أماسرا وأقام بها. وفي عام 1460 قام السلطان محمد الفاتح بالاتجاه إلى إقليم البحر الأسود لفتحه وبعد وصوله لأماسرا ورؤيته لجمالها الباهر قال "ماهذه الجنة؟!!! ماهذه الجنة؟؟!!"، وعلى الفور أرسل رسالة إلى حاكمها وقال في فحوى الرسالة "لا أريد أن أضر أبدًا هذه الجنة لذا أريد منكم إعطائي مفتاحها دون أي حرب"، واستسلم سكانها لمحمد الفاتح وسلموه المفتاح، وهذه تُعد شهادة تاريخية من شخص عظيم لمدينة أماسرا الساحرة.
هناك العديد من الأماكن السياحية الطبيعية الخلابة التي يمكن زيارتها خلال الإقامة بأماسرا:
ـ ساحل أماسرا: تُعد أماسرا من ناحية جغرافية شبه جزيرة حيث تحيطها المياه من جهاتها الثلاثة ولا يوجد إلا منفذ بري ضيق لها يربطها بمدينة بارتين، تتميز سواحل أماسرا بعدم ازدحامها ونقائها الخرافي الذي يجعلها من أنسب الأماكن المناسب لممارسة رياضة السباحة والغوص وكما يمكن ممارسة رياضة المجاذفة الفردية بشكل ممتع.
ـ قمة بوز: قمة فاقعة الخضار وباهرة الجمال، تُعد هذه القمة جزيرة صغيرة تابعة لأماسرا تربط بينها وبين أماسرا جسر تاريخي بيزانطي، القمة خضراء ورائعة ومناسبة جدا ً للجلوس في أحد مقاهيها أو مطاعمهم وارتشاف القهوة التركية طيبة المذاق أو تناول وجبة طعام تركية شديدة اللذة وسط أحضان الطبيعة وبإطلالة مميزة على ساحل البحر وبهدوء عالي يريح النفس ويسعدها.
ـ أعمدة الجبال الخضراء: توجد هذه الأعمدة على الساحل، بخضارها جمالها تجعل ساحل أماسرا مميزة حيث تعكس عليه الرونق الأخضر إلى جانب رونقها النقي الفريد.
ـ شلال غوك دارا: أحد أجزاء الجنة الطبيعية الساحرة، يقع الشلال على الجزء البري لأماسرا ويصب في بحرها، يتمتع بمياه ساخنة مفيدة للوقاية والعلاج من بعض الأمراض الجلدية والعظمية ويوفر جو استمتاع خرافي للناظرين إليه من خلال احتساء الشاي في أحد المقاهي القريبة إليه.
ـ حفرة أماسرا الجبلية: هي عبارة عن حفرة على شكل ثقب يقع بداخل أحد الجبال المطلة على ساحل أماسرا، يُعطي منظر تؤمل جميل يمكن اكتشافه من خلال المرور بجانبه بأحد القوارب الاستكشافية المنتشرة في المنطقة.
ـ كهف غورج لوك: كهف بطول 169 بعضه بري وبعضه الأخر بحري من أجمل الأماكن الطبيعية التي يمكن زيارتها والاستمتاع بمنظرها الجميل.
ـ قلعة غوزالجا حيصار: هي القلعة التي تحمي أماسرا من جميع جهاتها، أنشائها البيزانطيون من أجل حماية المدينة من المخاطر الخارجية، اليوم تمثل مكان مناسب جدا ً للصعود إليها والإطلاع على جمال أماسرا بتفكر خيالي مريح للدماغ.
ـ مسرح أماسرا التاريخي: مسرح أنشاؤه البيزانطيون، وكان يُستخدم كما هو الحال في العديد من المساريح البيزانطية الأخرى من أجل تنظيم المهرجانات الاستعراضية والمبارزات الحاسمة بين الفرسان.
ـ جامع الفاتح: بعد فتح محمد الفاتح لأماسرا أمر بإنشاء مسجد لإقامة شعائر الإسلام وإضفاء الطقوس الإسلامية على المدينة.
ـ سوق أماسرا التاريخي: سوق مازال قائهم على أقدامه منذ الدولة البيزانطية، يتميز بطرازه المعماري التاريخي المميز، يمكن التجول به وعيش جو تسوقي وسط أجواء التاريخ المعبق برائحة الحضارة والهندسة المعمارية المميزة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!