ترك برس
ولد السلطان "محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول" عام 1390م، وهو خامس سلاطين الدولة العثمانية. تولى الحكم بعد أن أُسِر والده السلطان "بايزيد الأول" بيد "تيمور لنك" عام 1402م بواقعة "أنقرة"، إلا أن الفترة التي تلت وفاة والده شهدت صراعاً بين السلطان "محمد الأول" وأخوته، لذا لم يكن حكمه مستقراً، إلى أن تمكن من الانفراد بالعرش عام 1413م وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.
كان ذو قامة متوسطة، أبيض اللون، ذو قوة بدنية، وكان محباً للشعر والأدب، وقد اكتسب بين قومه لقب "جلبي" وتعني النبيل، كما وصفه الكثير من المؤرخين بأنه أحد أكثر السلاطين العثمانيين نبلاً وإنسانية.
شهدت فترة حكمه العديد من الحروب الداخلية، من أجل إعادة نفوذ الدولة العثمانية التي خسرت قرابة 26% من مساحتها بعد وفاة السلطان "بايزيد الأول"، لذا كانت فترة حكمه محملة بالأعباء، ومن أجل التفرغ لإنهاء الصراعات الداخلية عمل السلطان "محمد الأول" على اتباع سياسة سلمية مع أعداء الدولة العثمانية في الخارج، فعقد الهُدن مع جمهوريات "البندقية، جنوة، راجوزة، وممثلي الصرب".
عمل منذ توليه الحكم على إبعاد السياسيين الذين أوصلوا والده إلى كارثة "أنقرة"، واستبدلهم برجال الدين المحافظين، ثم أمضى سنين حكمه في محاولة إعادة بناء الدولة، وتوطيد أركانها، حتى اعتبره بعض المؤرخين المؤسس الثاني للدولة العثمانية.
توفي السلطان "محمد الأول" عام 1421م في "أدرنه" وهو في التاسعة والثلاثين من عمره، ونقل إلى "بورصة" ليدفن هناك، إلا أن خبر وفاته لم يعلن لمدة 41 يوماً إلى حين وصول ابنه "مراد الثاني" إلى "أدرنه" ليتولى الحكم من بعده.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!