ترك برس
الانكشارية و بالتركية "يني تشري" أي العسكر الجديد أو الجيش الجديد، هي واحدة من أقوى الفرق عسكرية في الجيش العثماني، حيث لعبت دورا هاما في تحقيق الانتصارات في حروب الدولة العثمانية.
ومع عدم معرفة وقت ظهور هذه الفرقة فقد أرجعها المؤرخون إلى عهد أورخان الأول وهو السطان الثاني للدولة العثمانية، وفي عهد السلطان مراد الأول و هو السطان الثالث للدولة العثمانية حيث اكتسبت الفرقة صفة الدوام والاستمرار.
وتتميز الفرقة بأنها أقوى وأعظم طائفة عسكرية في الجيش العثماني بل و حتى في العالم حيث كان يشتهر جنود الانكشارية بالشجاعة والصبر في القتال وكانوا يشكلون تنظيما خاصا في الحروب وعلى الرغم من نسبتها صغيرة فقد كانت فعالة جدا ضد العدو في الجيش.
يؤخذ أفراد الفرقة من أسرهم في سن مبكّرة من الطفولة ويربون في معسكرات خاصة بهم، ويتعلمون هناك اللغة، العادات والتقاليد التركية، وحب الشهادة و الدين الإسلامي.
كان الجُنُود يُختارون بشكل خاص من العبيد وأيتام النصارى المتروكين بسبب الحروب في مدنهم، وأيضا من المسلمين عدا مسلمي البوسنة والمواطنين الجورجيين والروس والمسيحيين لم يسمح لهم بالدخول إلى فرقة الانكشارية.
وكان رئيس الانكشاري هو "آغا الانكشارية" وله مقر ومكاتب خاصة يتدرب فيها الجنود، ويختاره السلطان من بين الضباط حيث يعد أنه من أبرز الشخصيات في الدولة العثمانية.
ومنذ تأسيس الفرقة لم يخرج الإنكشاريون إلى الحروب إلا رفقة السلطان العثماني. وبمساعدة من هذه الفرقة تم توسيع الدولة حدودها بسرعة.
الواقعة الخيرية
رأى السلطان محمود الثاني في حكمه عام 1808 - 1223 حاجة لتطوير الجيش العثماني وضرورة لتحديث كل فرقه وأسلحته وإدخال نظام جديد في فرقة الانكشارية، ولكنهم رفضوا التجديد وقامو بالتمرد.
وفي يوم 15 حزيران/ يونيو من عام 1826 بعد أن أخذ السلطان الفتوى من العلماء خرجت قواته إلى ميدان إسطنبول ودعا الشعب إلى قتال الانكشارية. وبعد عجزهم عن المقاومة والقتال أطلقت المدفعية النار على مقراتهم، ونتيجة ذلك سقط 6 آلاف جندي انكشاري.
وفي اليوم الثاني من المعركة أصدر السلطان محمود الثاني قرارا بإلغاء الفيالق الانكشارية تماما، وقد دخلت تلك المعركة التاريخ باسم "الواقعة الخيرية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!